الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التوقف عن أدوية ثنائي القطب دون انتكاس؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ثنائي القطب منذ بداية 2020، انتكست حالتي 3 مرات في نفس السنة، أخذت أدوية كثيرة بسبب الشك بين ثنائي القطب والفصام، ثم تحدد أنه ثنائي القطب النوع الأول.

تناولت الديباكين كمثبت مزاج ثابت، وتنقلت بين أدوية الاكتئاب، مثل: الفافرين والإفيكسور والسيبراليكس وغيرهم، وكنت أعاني مع الاكتئاب حتى صرف لي الطبيب ليثيوم بديلاً للديباكين، وأستخدم الليثيوم مع الإفيكسور والسيبراليكس.

بعد فترة قررت الاستغناء عن مضادات الاكتئاب، واستخدمت الليثيوم فقط لمدة 6 شهور، بجرعة 900 ملغ، والتحاليل ثابتة 0.6، ثم فكرت في التوقف عن الليثيوم، فاستشرت طبيباً صيدلانياً كان مريضاً بثنائي القطب النوع الأول، وتاريخه المرضي مقارب جداً لتاريخي، وهو متوقف عن الأدوية منذ 2015، فنصحني بتبديل الليثيوم باللاميكتال، والاستمرار على اللاميكتال، مع تخفيض الجرعة كل شهرين، بحيث يكون 200 ثم 100 ثم 50، ثم التوقف عن أخذ الدواء، لكن أصبت بعد 20 يوماً بحساسية اللاميكتال، واضطررت أن أوقفه.

أنا الآن في حيرة من أمري، هل أتوقف عن كل الأدوية، أم أرجع إلى الليثيوم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: أنت ذكرت أن تشخيص حالتك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الأولى، أي النوع الأول، وهذا مرض نفسي رئيسي، نحن لا بد أن نملكك الحقائق، والطب يقوم على قول الحق ومعرفة الحقائق، وهذه الحالة يمكن أن تعالج مائة في المائة، لا شك في ذلك، لكن يجب أن يكون هنالك عدم تهاون، بل التزام تام بتناول الدواء، توقفك عن الأدوية -أخي الكريم- ليس أمراً صحيحاً أبداً، وهذه إشكالية تحدث لبعض مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية مرض انتكاسي، ولا شك في ذلك، انتكاسي بمعنى أن التوقف عن الدواء سوف يؤدي إلى انتكاسات، وأنت حدثت لك ثلاث انتكاسات خلال سنة واحدة، وهذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، هذا مؤشر مهم جداً يحتم عليك أن تستمر على الأدوية الوقائية، والليثيوم هو دواء وقائي في المقام الأول، بل هو سيد الأدوية التي تثبت المزاج بالنسبة لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الأولى.

يا أخي الكريم: أرجو أن تتناول الليثيوم، وجرعة 800 مليجرام سوف تكون كافية جداً، ويا حبذا لو دعمته بعقار كواتبين سيركويل، تتناول جرعة ليلية تبدأ بـ 25 مليجرام ليلاً، ثم تجعلها 50 مليجراماً ليلاً، سوف يحسن نومك، كما أنه يمنعك من الدخول في القطب الاكتئابي، اقتراح زميلك باللاميكتال لا نقول إنه اقتراح سيئ، بل هو اقتراح جيد، لكن اللاميكتال يفيد فقط في حالات القطب الاكتئابي المهيمن، وليس القطب الهوسي.

لكن الليثيوم هو الدواء الأمثل لك، والأفيد لك، وجرعة 800 مليجرام ليلاً ستكون كافية جداً، وتدعمه بعقار كواتبين كما ذكرت لك، وأنا على ثقة تامة أنك بهذه الكيفية سوف تعيش حياة طيبة وممتازة، اجعل جرعتك جرعة واحدة ليلاً، ولا تشغل نفسك أبداً بعد ذلك بأي شيء، عش حياتك المهنية، حياتك الاجتماعية، حياتك الأسرية على أفضل ما يكون.

أخي الكريم: أنت تعمل كأخصائي علاج تنفسي، هذه مهنة عظيمة، لكنها تتطلب الانتباه، تتطلب تثبيت المزاج، تتطلب أشياء كثيرة، فلماذا تحرم نفسك من نعمة العلاج، ومع احترامي الشديد جداً لمن نصحك بتناول اللاميكتال، خذ النصيحة من خبير "فاسأل به خبيراً"، يجب أن ترجع دائماً إلى الطبيب النفسي الثقة المتمكن صاحب الخبرة، وأنت من جانبك يجب -يا أخي الكريم- أن تكون مطيعاً لتوجيهاته.

أتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليك، فقط الذي وددته هو أن تكون حريصاً على نفسك، وأن لا تكون عرضة للانتكاسات، أو حتى الهفوات البسيطة، لأن الانتكاسات المتكررة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تؤدي إلى إطباق المرض، ويدخل الإنسان فيما يسمى بالباب الدوار، يخرج من نوبة ليدخل في نوبة أخرى، وهكذا، وهذا لا نريده لك أبداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً