الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسرت حلمي بسبب صعوبة الاستيعاب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما كنت أصغر سناً كنت أدرس بشكل ممتاز -الحمد لله- لكن في فترة الامتحان النهائي التوجيهي بدأت ألاحظ ألماً في رأسي، ومنذ ذلك الوقت ليومنا هذا -أربع سنوات مضت- وأنا أعاني، لا يمكنني استيعاب دروسي، وأسقط في امتحاناتي، حتى أني خسرت حلمي رغم محاولاتي في تحقيقه.

لا أدري ما بي! ذهبت لدكاترة ورقيت مرةً واحدةً، وما زالت المشكلة نفسها: آلام تتراكم أكثر وأكثر، وعلاماتي تنزل أكثر فأكثر، لدرجة أن نجاحي في كل عام يكون بأعجوبة، حتى أن حفظي للقرآن أصبح صعباً جداً، وهذا الموضوع أتعبني وأتعب نفسيتي جداً، مهما حاولت أن أعرف السبب لم أستطع!

من فضلكم أرجو تقديم النصيحة، ويمكن أن تكون هناك نقطة أنا غافلة عنها.

شكراً جزيلاً مقدماً، رفعكم الله بعلمكم درجات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنتفهم مدى التحدي الذي تواجهينه ونشعر بالتعاطف معك، الصعوبات الذهنية والنفسية قد تكون مرهقة وصعبة خصوصًا عندما يكون لديك أهداف وطموحات.

1. يجب التأكد من أن هذه الأعراض ليست نتيجة لمشكلة جسدية، الأمور مثل: هشاشة الذاكرة، والتركيز، والتعب قد تكون مرتبطة بالعديد من الأمور الجسدية؛ كنقص في بعض العناصر الغذائية أو الهرمونات؛ لذا يُفضل زيارة الطبيب العام لإجراء بعض الفحوصات.

2. قد تكون الأعراض التي تمرين بها مرتبطة بقضايا نفسية مثل: القلق، أو الاكتئاب، وهذه الحالات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتك على التركيز واستيعاب المعلومات؛ لذا من الأفضل استشارة طبيب نفسي أو مستشار نفسي؛ لتقييم حالتك.

3. قد يكون لديك ضغوطٌ في حياتك اليومية؛ سواء كانت عائلية، اجتماعية، أو دراسية تمنعك من التركيز بشكل جيد، تحدثي مع أحد المقربين لك للمساعدة في تحديد مصادر الضغط، وكيفية التعامل معها.

4. ربما يكون من المفيد أيضًا استخدام تقنيات دراسة جديدة تتناسب مع طريقتك في التعلم، هناك العديد من التقنيات مثل: الاسترجاع النشط، والتعلم المكثف، والتعلم المشروط.

5. لا تنسي أهمية الدعاء وطلب العون من الله؛ فالله يستجيب لمن دعاه. قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداع إذا دعان).

في الختام أنصحك: بعدم التخلي عن أحلامك وطموحاتك، حاولي دائمًا البحث عن الحلول والتقدم نحو تحقيق أهدافك، وتذكري دائمًا أن الله مع الصابرين، وأن لكل مشكلة حلاً إن شاء الله.

ربي يفرج عنك، وييسر أمورك، ويوفقك في دراستك وحياتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً