الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نزيف متكرر بعد الولادة هل سببه تناول الحبوب؟

السؤال

السلام عليكم.

ولدت قبل ٥ أشهر، وأخذت حبوب (سيرازيت)؛ لأنني مرضع، وفي فترة الأربعة الأشهر الماضية نزلت علي مشحات بنية لفترة طويلة، فأوقفت الحبوب، ونزل بعدها دم مع ألم الدورة.

ذهبت إلى الطبيبة فقالت لي: لا توجد أي مشاكل، وما حدث لك سببه الحبوب، وبعدها بأسبوع نزل دم غزير، وألم شديد، وبعدها بأسبوع نزل الدم مرة أخرى.

الآن أوقفت الدواء، فأنا لا أتناوله، فهل النزيف المتكرر بسبب الدواء؟ وهل أمتنع عن الصلاة، أم أصلي مع وجود النزيف؟ فأنا أشعر بدوخة وألم في الرأس في أغلب الوقت، وجسمي متعب في هذه الفترة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ووند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبوب (سيرازيت) هي حبوب ذات هرمون واحد تمنع الحمل، وتناسب الرضاعة الطبيعية المنتظمة، وقد تنزل بعض المشحات، ولكن تسير الأمور بشكل طبيعي، ومن الطبيعي بعد التوقف عن الحبوب أن تنزل الدورة، وقد تضطرب كما حدث معك.

ويمكنك الآن لوقف النزيف تناول حبوب (Tranexamic acid 500 mg) ثلاث مرات في اليوم، والعودة إلى تناول حبوب (سيرازيت) لمنع الحمل لكي تستطيعي رعاية الطفل، خصوصًا وأنت تعانين من فقر الدم، وهو الذي يؤدي إلى الدوخة والصداع، والشعور بالإرهاق.

والأمر يحتاج إلى تحليل صورة دم كاملة، وإلى تناول حبوب حديد، أو نقل كرات دم حمراء، أو حديد في الوريد، وذلك بعد فحص الدم، ومعرفة نسبة الهيموجلوبين، ويقرر ذلك الطبيب المعالج، مع أهمية تناول غذاء صحي لتقوية الدم.

ومع تناول علاج وقف النزيف، وحبوب منع الحمل سوف يتوقف النزيف وتعودين إلى الصلاة -إن شاء الله-.

وندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.

----------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د/ منصورة فواز سالم.... مستشارة طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة د/ أحمد سعيد الفودعي... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
-----------------------------------------------------------------------------

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

قد أفادتك -الأخت الفاضلة- الدكتورة منصورة فيما يهمُّك من الجانب الصحي، وبقي أن نقول –أيتها الأخت الكريمة–: أن الحيض له أيام لا يزيد عليها، وهي عند أكثر العلماء خمسة عشر يومًا، وإذا كان الدم يتقطّع فيأتيك دم ثم ينقطع أيام لأقل من أسبوعين –يعني أقل من خمسة عشر يومًا– ثم يعود مرة أخرى قبل مُضي خمسة عشر يومًا من انقطاع الدم الذي قبله؛ فهذه الدماء المتقطعة إذا كانت لا تتجاوز في مجموعها مع ما يكون بينها من الانقطاع، إذا كان مجموع ذلك كلِّه لا يزيد عن خمسة عشر يومًا؛ فهذا كله حيضٌ واحد، تتركين الصلاة خلال نزول الدم.

أمَّا إذا كان مجموع ذلك يزيد على خمسة عشر يومًا فإنه لا يمكن أن يُعتبر كل هذا حيضًا واحدًا؛ لأن الحيض أكثره خمسة عشر يومًا، كما لا يمكن اعتبار كل دم من هذه الدماء حيضًا مستقلًّا؛ لأن بين الحيضة والحيضة التي تليها لا بد أن يفصل بينهما خمسة عشر يومًا من الطُّهر.

وإذا كان لا يمكن أن نعتبره حيضًا واحدًا، ولا يمكن أن نعتبره حيضات فماذا تفعل المرأة؟

الجواب: أنها في هذه الحالة يُقال عنها أنها (مستحاضة)، والمستحاضة ترجع إلى عادتها إذا كانت تعرف عادتها، زمانًا وعددًا، يعني إذا كانت تعرف وقت العادة أول الشهر أو وسط الشهر أو آخر الشهر، وعددًا بأن تعرف عدد أيام عادتها، فإذا كانت تعرف عادتها رجعت إلى عادتها واعتبرت أيام العادة هي أيام الحيض، والأيام الزائدة على العادة أيام استحاضة، فتغتسل بعد انتهاء أيام العادة، غسل الحيض، ثم بعد ذلك تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتتحفظ وتُصلّي.

وبهذا تعرفين -إن شاء الله تعالى- الأحكام المتعلقة بحالتك أنت.

نسأل الله تعالى لك كل خير، وأن يصرف عنك كل شرٍّ ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً