الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير مشاهد العنف على شخصية الإنسان..

السؤال

ما هو تأثير مشاهد العنف على شخصية الإنسان؟ وهل عندما يعتاد الإنسان على مشاهد العنف والإثارة والدماء تتغير شخصيته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، التعرض المستمر لمشاهد العنف، سواء في الحياة الواقعية أو من خلال وسائل الإعلام، يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على شخصية الإنسان، وطريقة تفاعله مع العالم من حوله. وهنالك عدة جوانب يمكن أن تتأثر:

1. التعرض المستمر للعنف قد يؤدي إلى ما يعرف بـ "التبلد العاطفي"، حيث يصبح الشخص أقل تأثرًا بالعنف والمعاناة، وهذا يمكن أن يقلل من الشعور بالتعاطف والتحسس تجاه آلام الآخرين، وقديما قالت العرب: (كثرة المساس تفقد الإحساس).

2. بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض المستمر للعنف يمكن أن يزيد من السلوكيات العدوانية، خاصةً عند الأطفال والمراهقين.

3. التعرض المفرط لمشاهد العنف قد يؤدي إلى تشويه تصور الشخص للواقع، ويمكن أن يؤدي إلى الاعتقاد بأن العنف أكثر شيوعًا مما هو عليه في الحقيقة.

4. في بعض الحالات، قد يؤدي التعرض للعنف المفرط إلى أعراض تشبه الصدمة النفسية، مثل القلق المستمر، الكوابيس، وصعوبة في النوم.

5. يمكن أن يؤدي التعرض للعنف إلى صعوبات في العلاقات الشخصية، حيث قد يجد الشخص نفسه أقل قدرة على التواصل العاطفي، والتعاطف مع الآخرين.

من المهم الإشارة إلى أن التأثير يختلف من شخص لآخر، ويعتمد على عدة عوامل مثل العمر، الخلفية النفسية، وكمية وطبيعة التعرض للعنف. ومع ذلك، فإن التعرض المستمر وغير المنظم لمشاهد العنف ليس صحيًا، ويُفضل تجنبه قدر الإمكان.

التعامل مع مشاهد العنف والإثارة بطريقة صحية وفعالة؛ يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرها السلبي على الصحة النفسية، وإليك بعض النصائح للتعامل مع هذه المشاهد:

1. اعرف حدودك وتجنب مشاهدة المحتوى الذي يسبب لك الضيق، وإذا كانت مشاهد العنف تؤثر سلبًا على راحتك النفسية، فمن الأفضل تجنبها.

2. إذا كنت مضطرًا لمشاهدة محتوى يحتوي على العنف (مثلاً لأسباب دراسية أو مهنية)، حاول استخدام تقنيات للتقليل من تأثيره مثل مشاهدة الفيديو بدون صوت، أو التحكم في السرعة.

3. التحدث عن كيفية تأثير هذه المشاهد عليك مع شخص تثق به؛ يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط النفسي.

4. قلل من وقتك أمام الشاشات وتجنب استهلاك الأخبار والمحتوى الذي يحتوي على العنف بشكل مفرط.

5. لا تشاهد هذه المشاهد قبل إخلادك إلى النوم.
6. احرص على أخذ فترات راحة، ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم للحفاظ على الصحة النفسية.

7. ذكّر نفسك بأنك في مكان آمن، وأن مشاهد العنف هي مجرد صور، وليست جزءًا من واقعك الشخصي.
8. احرص على ذكر الله تعالى، خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم، فالذكر يعيد ضبط النفسية، ويخفف من أعباء هذه المشاهد.

تذكر أن الشعور بالانزعاج من مشاهد العنف هو رد فعل طبيعي وإنساني، والحفاظ على صحتك النفسية يجب أن يكون دائمًا أولوية.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً