الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
315 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد ، وأبنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر قال : قلت لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن ! إن قوما يزعمون ليس قدر ، قال : هل عندنا منهم أحد ؟ قال : قلت : لا ، قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر بريء إلى الله منكم ، وأنتم براء إلى الله منه .

سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر ، وليس من البلد ، يتخطى ، حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ! ما الإسلام ؟ فقال : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء وتصوم رمضان " . قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " قال : صدقت . قال : يا محمد ! ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : فإن فعلت هذا ، فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " قال : صدقت ، قال : يا محمد ! ما الإحسان ؟ قال : " أن تعمل لله كأنك تراه ، فإنك إن [ ص: 235 ] لا تراه ، فإنه يراك " قال : فإن فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال : نعم ، قال : صدقت قال : فمتى الساعة ؟ قال " سبحان الله ، ما المسئول بأعلم بها من السائل " . قال : " إن شئت أنبئك بأشراطها ؟ " قال : أجل ، قال : " إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البنيان ، وكانوا ملوكا " قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال : " الغريب " قال : " وإذا رأيت الأمة تلد ربها وربتها ، فذلك من أشراط الساعة " قال : صدقت ، ثم نهض ، فولى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل . " قال : فطلبناه ، فلم نقدر عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم ، فخذوا عنه ، فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مدتي وما عرفته حتى ولى " .


رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن يونس بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية