الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( المسألة الثانية : فقد هداية السمع والبصر وهما أول طرق الاستدلال ) :

                          وهذا معنى يغفل عنه أكثر الناس أيضا ، ولذلك قرره القرآن كثيرا بأساليب بليغة ، ومنها قوله قبل مسألة خسران النفس في أهلها : - ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون - 20 ونكتة اختلاف التعبير فيه أن الإنسان يسمع الأصوات وإن لم يقصد سماعها ولم يصغ لها ، فالمراد هنا أنهم لشدة كراهتهم أن يسمعوا آيات الله وحججه في كتابه ما كانوا يستطيعون إلقاء السمع له إذا تلي ، لئلا يسمعوه فيحولهم عما كانوا فيه ، كما يدل عليه قولهم : - إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها - 25 : 42 ولو ألقوا السمع لما سمعوا سماع فهم وتأمل ، ولو سمعوا لما عقلوا وفقهوا كما وصفهم في الأنفال ( 8 : 21 - 33 ) وقال هنا حكاية عن قوم مدين : - قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول - 91 وكذلك ما كانوا يبصرون الآيات المرئية إذا هم نظروا دلائلها ومنها رؤية المصطفي - صلى الله عليه وسلم - ولذلك قال فيهم : - وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون - 7 : 198 .

                          [ ص: 182 ] ووضح هذا بضربه المثل لهم وللمؤمنين بقوله فيهما : مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية