الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخليفة القائم بأمر الله عبد الله وقد ذكرنا شيئا من ترجمته عند ذكر [ ص: 52 ] وفاته . رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الداودي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      راوي " صحيح البخاري " عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود أبو الحسن بن أبي طلحة الداودي ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، سمع الكثير وتفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني وأبي بكر القفال ، وصحب أبا علي الدقاق وأبا عبد الرحمن السلمي ، وكتب الكثير ودرس وأفتى وصنف ووعظ الناس ، وكانت له يد طولى في النظم والنثر ، وكان مع ذلك كثير الذكر لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى ، دخل عليه يوما الوزير نظام الملك فجلس بين يديه فقال له الشيخ : إن الله قد سلطك على عباده فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم . وكانت وفاته ببوشنج في هذه السنة وقد جاوز التسعين . ومن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان في الاجتماع بالناس نور فمضى النور وادلهم الظلام     فسد الناس والزمان جميعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فعلى الناس والزمان السلام

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي الشاعر المشهور ، اشتغل أولا على الشيخ أبي محمد الجويني ثم عدل إلى الكتابة [ ص: 53 ] والشعر ففاق أقرانه وله ديوان مشهور فيه :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وإني لأشكو لسع أصداغك التي     عقاربها في وجنتيك تحوم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأبكي لدر الثغر منك ولي أب     فكيف يديم الضحك وهو يتيم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية