الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            4654 وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انصرف يوما من صلاة الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال : " يا معشر النساء ، ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن ، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة ، فتقربن إلى الله بما استطعتن " . وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود ، فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذت حليا لها ، فقال ابن مسعود : أين تذهبين بهذا الحلي ؟ قالت : أتقرب به إلى الله ورسوله رجاء أن لا يجعلني من أهل النار . فقال : ويلك هلمي فتصدقي علي ، وعلى ولدي ، فإنا له موضع ، فقالت : لا والله حتى أذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فذهبت تستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : هذه زينب تستأذن يا رسول الله ؟ قال : " أي الزيانب هي ؟ " [ ص: 118 ] قالوا : امرأة عبد الله بن مسعود ، قال : " ائذنوا لها " . فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إني سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود ، فحدثته ، فأخذت حليي أتقرب به إلى الله وإليك رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار . فقال لي ابن مسعود : تصدقي به علي ، وعلى ولدي ، فإنا له موضع ، فقلت : حتى أستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " تصدقي به عليه ، وعلى بنيه ، فإنهم له موضع " . ثم قالت : يا رسول الله ، أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا " ما رأيت من نواقص عقل [ قط ] ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن ؟ " قالت : يا رسول الله ، فما نقصان ديننا وعقولنا ؟ قال : " أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم ، فذلكن من نقصان دينكن ، وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل " .

                                                                                            قلت : في الصحيح طرف منه .

                                                                                            رواه أحمد ، وأبو يعلى ، ورجال أحمد ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية