الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                745 وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي يعفور واسمه واقد ولقبه وقدان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش كلاهما عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره إلى السحر

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله في أبي يعفور : ( واسمه : واقد . ويقال وقدان ) هذا هو الأشهر ، وقيل : عكسه ، وكلاهما باتفاق ، وهذا أبو يعفور بالفاء والراء : أبو يعفور الأصغر السامري الكوفي التابعي ، واسمه : عبد الرحمن بن عبيد بن بسطاس ، واتفقا في كنيتهما وبلدهما وتبعيتهما ، ويتميزان بالاسم والقبيلة ، وأن الأول يقال فيه : أبو يعفور الأكبر ، والثاني الأصغر وقد سبق إيضاحهما أيضا في كتاب الإيمان في " أي الأعمال أفضل " .

                                                                                                                [ ص: 368 ] قولها : ( من كل الليل أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهى وتره إلى السحر ) . وفي رواية أخرى : ( إلى آخر الليل ) . فيه : جواز الإيتار في جميع أوقات الليل بعد دخول وقته ، واختلفوا في أول وقته ، فالصحيح في مذهبنا والمشهور عن الشافعي والأصحاب : أنه يدخل وقته بالفراغ من صلاة العشاء ويمتد إلى طلوع الفجر الثاني . وفي وجه يدخل بدخول وقت العشاء . وفي وجه لا يصح الإيتار بركعة إلا بعد نفل بعد العشاء . وفي قول : يمتد إلى صلاة الصبح ، وقيل : إلى طلوع الشمس .

                                                                                                                وقولها : ( وانتهى وتره إلى السحر ) معناه : كان آخر أمره الإيتار في السحر ، والمراد به آخر الليل كما قالت في الروايات الأخرى . ففيه : استحباب الإيتار آخر الليل ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة عليه .




                                                                                                                الخدمات العلمية