الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكرام الزوجة لأم زوجها إكرام لزوجها

السؤال

سؤالي هو: متزوج ولدي طفلان, وأعيش مع والدتي، حيث إن والدي متوفى, ودائما في سفر من أجل الحصول على أسباب العيش, حيث أسافر خلال كل شهر خارج القطر, وفي تلك الفترة فإن زوجتي لا تراعي والدتي حتى ولو بكلمة طيبة, ولا أستطيع ترك والدتي، حيث إن حقوق الوالدين قد بينها الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز وكلما نصحت زوجتي بكلمات طيبة فإنها تقوم هي مع إخوانها بتقديم شكوى ورفع دعوى من أجل مقاضاتي في المحكمة وذلك بدعوى أنني أسيء التعامل مع زوجتي، أرشدونا وأفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الكلام الذي ذكرته لم يتضمن سؤالاً، ولكننا نقول تعليقاً عليه إذا كانت أمك في حاجة إلى الخدمة، وأردت أن تبقي زوجتك معها لخدمتها فلا يلزمها ذلك شرعاً، ولو أنها فعلت كان ذلك أمراً حسناً تؤجر عليه، ومثل هذا الفعل مما تكسب به الزوجة مودة زوجها وحسن عشرته معها، وانظر الفتوى رقم: 116381.

فينبغي لزوجتك أن تحسن معاملة أمك وتكرمها، ففي إكرام الزوجة لأم زوجها إكرام لزوجها.

وأما تركك لوالدتك وسفرك إلى الخارج لأجل كسب لقمة العيش: فلا حرج فيه بشرط أن يكون السفر آمناً، وأن تترك أمك في مأمن من الضياع، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 142271.

وإذا كنت تريد من زوجتك أن تسكن مع أمك في مسكن واحد فلا يلزمها ذلك، لأن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل بمرافقه، وراجع الفتوى رقم: 66191.

وأما بالنسبة لما ذكرت عن زوجتك وأخواتها من أنهم يرفعون دعوى في المحكمة بسوء معاملتك لزوجتك لمجرد كونك تقوم بنصحها، فهذا مما لا يجوز، وينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم والحوار، وأن يحرصا على حل هذه المشاكل في إطارهما معا وعدم إدخال أطراف أخرى فيها قدر الإمكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني