الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إلزام الزوج زوجته بالحجاب الشرعي

السؤال

زوجتي لا تلبس الحجاب، والآن قررت أن أجبرها على لبسه حيث قرأت في بعض مواقع الفتوى أنني سوف أسأل أمام الله عنها، ولذلك قلت لها إما أن تلبسيه طوعا أو كرها، وإلا فسوف أطلقك، وللعلم فنحن نعيش في أوروبا، وهي نوعا ما متخوفة من نظرة الناس إليها فهل ما أفعله صحيح أو يناقض تعاليم ديننا الحنيف الذي يقول: لا إكراه في الدين؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود بعدم الحجاب هنا كشف الرأس، فهذا أمر محرم فيجب على المرأة تغطية رأسها قولاً واحداً عند أهل العلم، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 63625، وأوضحنا فيها سبل إقناع الزوجة به.

فنوصيك بالترفق بزوجتك ومحاولة إقناعها بالحسنى، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا فيجب عليك إلزامها به، وتجب عليها طاعتك في ذلك، كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 125118.

فإن استجابت فالحمد لله، وإلا فانظر في أمر فراقها وافعل ما هو أصلح، فالطلاق قد لا يكون الأفضل دائما، وسبق أن أوضحنا أن وجود المرأة في مجتمع غير مسلم لا يعفيها من الحجاب، فيمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 19071.

ثم إن هذا يبين ما ينبه عليه العلماء والدعاة والمصلحون من خطورة إقامة المسلم في بلاد الكفر ووجوب الهجرة في حق من يخشى الفتنة في دينه، ولمزيد الفائدة تراجع الفتويان رقم: 2007، ورقم: 152931.

وهذا فيما إذا كان المقصود بالحجاب ما أسلفنا، وأما إن كان المقصود به تغطية الوجه، وإن كنا نرى وجوب ذلك، إلا أن الأمر في هذا أهون والقول الآخر له اعتباره، ومن هنا نرى أنه لا حرج ـ إن شاء الله تعالى ـ في كشف الوجه واليدين لمن تحتاج لذلك أو تضطر له، وننبه إلى أن قولك لزوجتك: وإلا سوف أطلقك ـ وعد بالطلاق فلا يقع به الطلاق ولو حصل الحنث، وانظر الفتوى رقم: 32142.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني