الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهانة الزوجة ليس من شيم الكرام

السؤال

أرجو أن تساعدوني في مشكلتي هذه التي أثرت على نفسيتي وعلى تصرفاتي مع أولادي لا أعرف من أين أبدأ بمشكلتي فزوجي أحيانا عندما يغضب مني يشتمني ويجرحني كثيرا بكلامه القاسي جداً وفي آخر مرة كان غاضب من تصرفات أولاده لأنها لم تعجبه فهو أصبح عصبيا جداً معهم لدرجة أنه يضربهم ضرباً قاسيا جداً وهم أطفال لم يتجاوزوا الثامنة من عمرهم، لماذا لأن طريقة كلامهم لا تعجبه أو تصرفاتهم ودائما الانتقاد عليهم لدرجة أصبح ابني الأكبر بدون ثقة ودائماً يخاف من أصدقائه في الصف لأنهم يضربونه وأحيانا كل الصف يضربه ويأتي إلى البيت ويقول لي أنا لا أريد أن أذهب إلى المدرسة بسبب أصدقائه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه وإذا جاء يتكلم والده يرد عليه بكلام أنه ليس قويا ولا يملك الشجاعة ومن هذا الكلام يوجهه لابنه فيوم بعد يوم تقل الثقة وأصبح الآن لا يطاق دائما يهددني بالمعاملة الأسوء ويهدد أولاده وفي بعض الأحيان يكون طيبا معهم وأنا الآن لم يكلمني منذ أسبوع وفي المرات التي مضت أنا دائما أذهب لأصالحه حتى لو كان هو الغلطان والمرة هذه لا أريد أن أذهب إليه لأصالحه بتاتا، لأنه قال لي كلاما جارحا وإذلاليا وقاهرا لا أريد أن أوضح نوع الكلام، ولكن بما هو معناه أنه جارح وطعنني في نفسيتي وقال لي إذا لم يعجبك اذهبي إلى بيت أهلك وأنا والله إنني لا يوجد أحد عند أهلي جميعهم في دولة ثانية، فهم ليسوا معي فأنا الآن في حيرة وتعب نفسي فلا أعرف كيف أتصرف معه، فأرجوكم لا تخيبوا أملي بالرد الذي يريحني فأنا جدا متعبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياة الزوجية بناؤها التفاهم والاحترام المتبادل، وأساسها السكن والمودة والرحمة، ودعامتها العشرة بالمعروف، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، وقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (وأمسكوهن بمعروف)، وحتى في حال حصول الخلاف والكره، تجب المعاشرة بالمعروف قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

فلا يجوز للزوج إهانة زوجته وعليه أن يحسن معاملتها، وفي الحديث: لا يفرك (أي: لا يبغض) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.

وعليه أن يحسن تربية أولاده، فإنه مسؤول عنهم يوم القيامة، وينبغي للزوجة الصبر على زوجها واحتساب الأجر على ذلك من الله عز وجل على مصيبتها هذه ومحاولة الابتعاد عن كل ما يغضبه، وعلى كل حال فإذا كان الزوج يضر بزوجته فلها طلب الطلاق منه، فإن لم يستجب فلها أن ترفع أمرها إلى الجهة المختصة لترفع عنها الضرر بكفه هو عنه أو تطليقها عليه، ولكنا ننصح بالصبر والتغاضي والالتجاء إلى الله تعالى بالإصلاح والألفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني