الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن تعمد الإضرار بالزوجة

السؤال

زوجي يتحكم بي كثيراً ويمنعني من الخروج.. مع أني أعيش في أمريكا.. وأنا أحيانا لا أسمع كلامه وأخرج غصبا عنه، فهل هذا حرام، وماذا تقولون للزوج الذي يتحكم في كل شيء حتى في الأشياء الصغيرة ويمنع زوجته من أبسط شيء فقط ليثبت أنه رجل ويحق له التحكم؟ جزاكم الله خيراً.. وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق الزوج منع زوجته من الخروج من البيت، وهذا ليس من باب التحكم والتسلط، وإنما من باب الصيانة والحفظ، ويحرم على الزوجة الخروج بغير إذن زوجها إلا للحاجات التي لا بد منها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 95195.

وهذا الحكم لا يختلف باختلاف المكان والزمان، بل يكون في المكان والزمان الذي يعم فيه الفساد أولى لاحتمال تعرضها للأذى من أهل الفسق والفجور، وهذا الحق الذي أعطي للزوج كغيره من الحقوق ليس مطلقاً، بل هو مقيد بعدم الإضرار بالغير وهو الزوجة هنا (لثبوت الدليل على أنه: لا ضرر ولا ضرار في الإسلام.) - ولا ينبغي للزوجين أن يتعنت كل واحد منهما في طلب حقه من الآخر - والضابط الكلي فيه هو ما ذكره الغزالي حيث يقول: أن لا يحب لأخيه إلا ما يحب لنفسه، فكل ما لو عومل به شق عليه وثقل على قلبه فينبغي أن لا يعامل به غيره. وجاء في معين الحكام في شرح الحديث: لا ضرر ولا ضرار. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعمد أحدهما الإضرار بصاحبه وعن أن يقصدا ذلك جميعاً. انتهى من الموسوعة بتصرف. وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 9560.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني