خلاصة الفتوى:
ثمرة الدعوة على قسمين: ثمرة للداعية وهي أنه يعذر إلى الله بأداء الأمانة، وثمرة في المدعو باستجابته ويمكن للدعوة أن تؤتي ثمارها من هذه الجهة بإتباع الداعية لمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله بمراعاة الإخلاص والصدق والقدوة الحسنة والصبر وعدم تعجل النتائج والاستعانة بالله... إلى غير ذلك، مع العلم بأن استجابة المدعوين أم عدم استجابتهم ليست من مسؤولية الداعية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن ثمرة الدعوة تكون من جهتين:
الأولى: من جهة الداعي نفسه، وذلك لأن الدعوة مسئولية وأمانة فإذا قام الداعي بهذه المسئولية فقد أبرأ ذمته.
الثانية: من جهة المدعوين: ويمكن للدعوة أن تؤثر في المدعوين وتؤتي ثمارها فيهم إذا اتبع الداعية الأسس المهمة في الدعوة إلى الله، وقد سبق ذكر جملة منها في الفتوى رقم: 21186.
ونذكر هنا بالصبر وعدم تعجل هذه الثمرة، أو ربط عمله في الدعوة بظهور هذه الثمرة فهذا قد تترتب عليه بعض المفاسد ومنها اليأس والانقطاع، وجماع هذه الأسس اتباع منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله تعالى، ثم إننا ننبه هنا إلى أمر مهم وهو أن الذي ينبغي على الداعية هو أن يقوم بالدعوة على الوجه الأكمل، وأما استجابة المدعوين أو عدم استجابتهم فليست إلى الداعية، إذ إن هداية القلوب إلى الله عز وجل، ومن هنا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}.
والله أعلم.