الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلمين عموماً أن يحرصوا على صلاح ذات بينهم، قال الله سبحانه: فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ {الأنفال:1}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً. رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة. قال أبو عيسى هذا حديث صحيح.
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. رواه الترمذي وصححه الألباني.
ويتأكد أمر الائتلاف والتراحم والعفو عندما تتشابك العلاقات بمصاهرة ونسب ونحو ذلك، وعليه فما فعله زوجك من قطعه لزيارة أمك وإخوتك غير جائز شرعاً إذا وصل إلى درجة الهجر، وكذلك إذا كان قد هجرك، وهو آثم إن استمر على ذلك، فقد روى أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه الترمذي وغيره واللفظ له، وقال الألباني حديث صحيح.
وينبغي أيتها السائلة أن يكون لك دور في الإصلاح وإزالة ما شجر من خلافات ونزاعات بسبب نزغات الشيطان وإغواء النفس الأمارة، قال الله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات:10}.
علماً بأن أختك الكبرى أو الصغرى أجنبية عنه فلا بد من الالتزام بالضوابط الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة، والتي قد سبق بيانها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3672، 7396، 29848..
نسأل الله سبحانه أن يجمع شملكم ويصرف عنكم كيد الشيطان. وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50300، 53747، 60525.
والله أعلم.