الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيحسن في جواب هذا السؤال أن ننقل فتوى العلامة ابن باز رحمه الله في موضوع زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فقد سئل رحمه الله عن حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من قبور الأولياء والصالحين وغيرهم فأجاب: لا يجوز السفر بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الناس في أصح قولي العلماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى. متفق عليه.
والمشروع لمن أراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعيد عن المدينة أن يقصد بالسفر زيارة المسجد النبوي فتدخل زيارة القبر الشريف وقبر أبي بكر وعمر والشهداء وأهل البقيع تبعا لذلك.
وإن نواهما جاز لأنه يجوز تبعا ما لا يجوز استقلالا، أما نية القبر بالزيارة فقط فلا تجوز مع شد الرحال. أما إذا كان قريبا لا يحتاج إلى شد رحال ولا يسمى ذهابه إلى القبر سفرا فلا حرج في ذلك؛ لأن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه من دون شد رحال سنة وقربة، وهكذا زيارة قبور الشهداء وأهل البقيع، وهكذا زيارة قبور المسلمين في كل مكان سنة وقربة، لكن بدون شد الرحال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة. اخرجه مسلم في صحيحه.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية. أخرجه مسلم أيضا في صحيحه. اهـ.
من كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. وراجع في مسألة شد الرحال لزيارة القبر الشريف الفتوى رقم: 54526، والفتوى رقم: 19508. وراجع في نصيحة من يقلدون ائمة الضلال الفتوى رقم: 29581.
وأما ما يقول هؤلاء عن العلامة ابن باز فمحض افتراء وتخرص بالباطل، ولا يسوغ ولا يصح أن يرمى به مسلم، فضلا عن إمام كالعلامة ابن باز رحمه الله. وقديما قيل: من الأقوال ما يغني فسادها عن تكلف الرد عليها.
والله أعلم.