الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا في حرصك على الطاعات والمحافظة على الفرائض والواجبات، ونسأل الله تعالى أن يعينك ويزيدك هدى وتقى، والحجاب فريضة شرعية يجب على المرأة المسلمة الالتزام بها، وراجعي الفتوى رقم: 5413.
وإذا كانت المرأة مفرطة في هذا الجانب فهي مسيئة من هذه الجهة ومحسنة من جهة ما أحسنت فيه، فلا يقال عنها إنها سيئة هكذا بإطلاق.
واعلمي أن فرضية الحجاب يستوي فيها كون المرأة في بلاد الكفر وكونها في بلاد الإسلام، فلا يجوز للمرأة نزعه أو التساهل فيه لمجرد كونها في بلاد الكفر، بل عليها أن تصبر ابتغاء مرضات الله تعالى وانظري الفتويين رقم: 19071، ورقم: 39004.
وإذا كنت لا تستطيعين إقامة دينك في بلاد الكفر فلا تجوز لك الإقامة هنالك بل تجب عليك الهجرة منه، وراجعي حكم الهجرة بالفتوى رقم: 12829. فحاولي إقناع زوجك بالهجرة بكم إلى بلد مسلم، فإن لم يقتنع وكانت بك ضرورة أو حاجة شديدة للبقاء في بلاد الكفر فلا حرج عليك في ذلك وننصحك ـ حينئذ ـ بلزوم البيت وعدم الخروج منه إلا لضرورة أو حاجة لا بد لك منها، فإذا خرجت فالواجب عليك الستر على الوجه المشروع، ولا يجوز لك خلع الحجاب مجاملة لأحد أو خوفا من سخرية الناس، بل عليك أن تصبري، واعلمي أن معك في هذا الطريق نساء الصحابة والمؤمنات الصالحات فلا تستوحشي وإن خشيت الضرر عند خروجك من البيت فاتقي الله ما استطعت واستري ما يمكنك ستره، وللفائدة يمكنك مطالعة الفتويين رقم: 64642، ورقم: 60139.
ولا يشترط في الحجاب لون معين من الثياب فكل ما تحققت فيه شروط اللباس الشرعي كان صالحا لأن يكون حجابا، وراجعي شروط لباس المرأة بالفتوى رقم: 5521.
والشكل والمظهر وإن كان ليس بالمقياس الشرعي الوحيد إلا أنه مطلوب شرعا، فالذي أمر بنقاء المخبر هو الذي أمر بصلاح المظهر ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. فذكر الأعمال مع القلوب.
وأما ما ذكرت من أنك إما أن تتحجبي حجابا كاملا وإما أن لا تتحجبي أصلا، فالحجاب الكامل هو الواجب ـ كما ذكرنا ـ ولكن لا تستوي من لبست من اللباس ما تستر به الكثير من جسدها مع من لبست لباسا ما تكشف معه الكثير من جسدها كشعرها وساقيها وذراعيها.
وفي الأخير ننبهك إلى أن التعبير: (لأنه كان صديقي الوحيد) والذي أطلقته في حق الله لا يسوغ شرعا فعلاقة العبد بربه علاقة خالق بمخلوق وعبد بمعبود، فلا يليق فيها هذا الإطلاق بحال.
والله أعلم.