الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اصبري على الحجاب ابتغاء مرضاة الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسألكم والله خير من يسأل:
منذ 3 شهور لبست الحجاب عن اقتناع تام بأن الدنيا وشهواتها (لباس تلوين شعر) لن تنفعني ولن تربحني رضا ربي عني، ولكن بسبب جسمي النحيل وقامتي الطويلة أتعرض لمضايقات وشتائم في الشارع، لأن اللبس العريض والطويل لا يناسبني.
ما أخافه أن أكون يوما مع زوجي وأحدهم ينعتني بالمومياء، فربما يتضايق زوجي من الخروج معي إلى أماكن عامة.
ما رأيكم؟ وشكرا جزيلا، مع تمنياتي بكلام لا يخلو من ذكر الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الحجاب فريضة من الله تعالى على نساء المؤمنين، ويترتب على الالتزام به الثواب الجزيل والأجر العظيم، ويترتب على التخلي عنه الإثم واستحقاق دخول النار. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الأحزاب:59]. وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. فاثبتي على الالتزام بهذه الفريضة، واجعلي نصب عينك الجنة، ونعيمها، واعلمي أن السبيل إليها محفوف بالمكاره والابتلاءات. قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2]. وثبت في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات. ولا تلتفتي إلى مثل هذه الوساوس التي يريد الشيطان أن يصرفك بها عما فيه الخير لك، وكوني على ثقة بأنك لست وحدك في مثل هذا الابتلاء، بل هناك من يبتلى في دينه بأكثر من هذا، فبالصبر تنالين أعلى درجات، ويعزك الله في الدنيا والآخرة. وأما ما تخشينه من حصول نوع من المضايقة لمن يتزوج منك، فقد لا يحدث أي نوع من السخرية بوجوده معك، وقد يكون عنده من الصبر والتحمل ما يجعله لا يلتفت إلى سخرية من يسخر، فنرجو أن لا تشغلي نفسك كثيرا بهذا الأمر، واسألي الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا. ثم إننا ننبهك إلى أن تحرصي على عدم الخروج من المنزل إلا لحاجة، وهذا هو الأصل بالنسبة للمرأة، فإن هذا القرار في البيت خير لدينك، وحماية لك من الوقوع في مثل هذه الابتلاءات. ولمزيد من الفائدة، نحيلك على الفتويين: 17088، 7846. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني