الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة، واعلمي ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد مهما عظم ذنبه حتى تطلع الشمس من مغربها، والله تعالى تواب رحيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل، فإياك مهما كان ذنبك عظيماً أن تقنطي من رحمة الله، أو تيأسي من روح الله، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53}.
وليس فيما ذكرت من الذنوب شيء يخرج عن الملة ـ والحمد لله ـ ولكن عليك أن تتوبي من جميع هذه الذنوب توبة نصوحاً مستجمعة لشروطها وأركانها، من الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه والندم على فعله، ويجب عليك كذلك رد ما أخذته من أموال الناس بغير حق، فإن توبتك لا تكمل إلا بذلك، ولا يلزمك إخبارهم بما وقع، وإنما يلزمك رد المال المسروق إليهم بأي طريق، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 139763.
نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.