وجوب التوبة من الذنوب ورد ما أخذ بغير حق

28-2-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أخي الفاضل جزاكم الله خيراً أفيدوني: عمري 28 سنة متزوجة ـ والحمد لله ـ لكن ما مضى من عمري كان في المعاصي من غناء وأكل ما ليس لي به حق، وأهلي لم يكونوا يحبونني من صغري فقمت باختلاق كذبة أن هناك جنيا مسلما يخاويني لكي يتقربوا مني ولكنهم تقربوا مني بالسؤال عن الغيبيات وكنت أخاف أن أرد بالغيبيات التي لا يعلمها إلا الله ولا أنفي أنني قد قمت بالرد على ما كنت أعتقد أنه ليس من الغيبيات وإنه بالتفكير المتفحص يصل إليه أي شخص، والآن والحمد لله عدت إلى ديني وأطلب من الله رب العزة المغفرة لنا ولكم أحياء وأمواتا من أمة الإسلام وأخشى أن أكون من المطرودين من رحمة الله عز وجل وقد زهدت في الدنيا وكل ما فيها من خير وقد أنعم الله علي من 8 أعوام بالزوج الصالح فلا أعلم ما الذي علي فعله حتى تقبل توبتي؟ أم أنني ـ والعياذ بالله ـ قد سقطت في الشرك لا إله إلا الله محمداً رسول الله؟ لا أعلم ماذا أفعل؟ فخوفي من الله الذي غفلت عن قدرته وعقابه كل هذه الأعوام وأنا على علم ودراية بالدين أستغفر الله وأتوب إليه، وفي صغري حلفت على المصحف كذبا لا إله إلا الله وقد فعلت ذلك لكي أنجو مما فعلت حيث إنني قد سرقت لا إله إلا الله أستغفره وأتوب إليه ونظرت إلى ما حرم الله وكنت أحاول أن أتجنب الموبقات، ولكني كنت في غفلة وقد ادعيت تفسير الأحلام على خلفية صغيرة عندي في تفسير الأحلام وكنت أقول دائما الله أعلم أرجوك يا أخي بالله أجبني وأعلمني ما هو الطريق الصحيح للتوبة النصوح والطريق إلى الله، اللهم اغفر لنا ولأمة المسلمين والمؤمنين أحياء وأمواتا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سبحان الله وبحمده، أشهد أن لا إله إلا هو أستغفره وأتوب إليه.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة، واعلمي ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد مهما عظم ذنبه حتى تطلع الشمس من مغربها، والله تعالى تواب رحيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل، فإياك مهما كان ذنبك عظيماً أن تقنطي من رحمة الله، أو تيأسي من روح الله، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53}.

وليس فيما ذكرت من الذنوب شيء يخرج عن الملة ـ والحمد لله ـ ولكن عليك أن تتوبي من جميع هذه الذنوب توبة نصوحاً مستجمعة لشروطها وأركانها، من الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه والندم على فعله، ويجب عليك كذلك رد ما أخذته من أموال الناس بغير حق، فإن توبتك لا تكمل إلا بذلك، ولا يلزمك إخبارهم بما وقع، وإنما يلزمك رد المال المسروق إليهم بأي طريق، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 139763.

نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالتوبة النصوح.

والله أعلم.

www.islamweb.net