الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إغضاب الوالدين ومضايقتهما من العقوق، والعقوق من أكبر الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ـ وكان متكئا فجلس ـ فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. رواه البخاري ومسلم.
واحذري دعاء الوالدين، فإن دعاءهما على ولدهما مستجاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده. أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان.
وعلى الأم الحذر من الدعاء على أبنائها، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. أخرجه مسلم.
وحدَّة الخلق وسرعة الغضب ليست عذرا في الإساءة إلى الوالدين، ولا مانع من أن يكون سبب ما تجدينه من تغير حال العقوق، فالواجب التوبة إلى الله من ذلك العقوق والمبادرة بالإحسان إلى الوالدين ولزوم برهما، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 107909، 50556، 118625، 158729.
والله أعلم.