الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن هنالك آدابا للجلوس في الطرقات جاءت ببيانها السنة الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أوضحناها في الفتوى رقم: 48556. ومثل هذه التصرفات فيها أذى للجار، لا تصدر إلا عن غافل أو جاهل، فالغافل يُذَكَّر، والجاهل يُعَلَّم. وفي الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ينبغي مراعاة ضوابط معينة رجاء أن يؤتي ذلك ثماره، وقد ذكرنا طرفًا من هذه الضوابط في الفتوى رقم: 45312، والفتوى رقم: 197249.
والمقصود: سلوك السبيل التي تجدي معها النصيحة، وينتفع معها المنصوح، ولا بأس بالاستعانة بمن يُرجى أن يؤثر عليهم. فإن انتهوا فالحمد لله، وإلا فيمكن تهديدهم برفع أمرهم إلى الجهات المسئولة، ويمكن المصير إلى ذلك إذا اقتضته المصلحة، ولا بأس أيضًا بأن يهجروا بأي نوع من الهجر، إن رجي أن يكون ذلك رادعًا لهم، فالهجر يرجع فيه إلى المصلحة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 29790.
وننبه إلى خطورة الاختلاط بين الرجال والنساء، فهو ذريعة إلى كثير من الشر والفساد، ولذلك نهى عنه الشرع، وكذلك الحال بالنسبة لتدخين الشيشة، أو غيرها من الدخان، فهو داء، وسبب في كثير من الأدواء، وتراجع الفتوى رقم: 3539، والفتوى رقم: 1671.
والله أعلم.