الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك إعادة جميع الصلوات التي صليت بالقصر في حالة الاستحاضة؛ لأن قصر الصلاة لا يجوز إلا في حالة السفر، كما قال الله تعالى: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ {النساء:101}.
ولذلك فإن ما كنت تفعلين من قصرها في حالة الاستحاضة خطأ، وصلاتك في هذه الحالة باطلة يجب عليك إعادتها عند جمهور العلماء، فإن استطعت حصر عدد ما صليت قصرًا أعدته جميعًا، وإلا أعدت ما يغلب على ظنك وتبرأ به ذمتك، ولبيان كيفية قضاء الفوائت انظري الفتوى رقم: 31107.
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إلى أن من أخل بالصلاة جهلًا لا يجب عليه إعادة ما مضى وقته، وإنما يجب عليه إعادة صلاة الوقت والالتزام به في المستقبل، وهذا القول وإن كان له وجه من النظر، لكن قول الجمهور أولى وأحوط، حتى تبرأ الذمة بيقين، وانظري الفتوى رقم: 118217.
وكما أشرت فإن ما زاد على مدة العادة من الدم يعتبر استحاضة لا يمنع الصلاة. وانظري الفتوى رقم: 156433.
والله أعلم.