الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأمر يسير بحمد الله، ولا شيء عليك -إن شاء الله- وعمراتك كلها محكوم بصحتها، وكذا حجاتك، وذلك أن شكك في كونك كنت طاهرا حال طواف الإفاضة لا عبرة به؛ لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، وانظر الفتوى رقم: 120064. ولو فرض أنك كنت غير متوضئ، فمذهب جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، أن الطهارة من الحدث الأصغر ليست شرطا في صحة الطواف، وهو قول له قوة واتجاه، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 131118.
وأما تقصيرك من بعض رأسك، فهو مجزئ عند الشافعية، وقد بينا في فتوانا رقم: 125010 أن العمل بالقول المرجوح بعد وقوع الأمر، وصعوبة التدارك، مما سهل فيه كثير من أهل العلم، وعلى ذلك، فلم يكن منك ما يوجب استمرار إحرامك، ولا الحكم بعدم صحة عمرتك، أو حجك، ولا حرج عليك في أن تتزوج.
والله أعلم.