الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين من خلال أسئلتك السابقة أن الوساوس قد بلغت منك مبلغا عظيما, فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وألا تسترسل معها، فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وابن على الأصل، واعمل به دائما، وهو أن الأشياء الأصل فيها الطهارة، فلا تفتش عن طهارة شيء ما، أو نجاسته، بل استصحب الأصل فيه وهو الطهارة، ولا تحكم بنجاسته إلا بيقين جازم، تستطيع أن تحلف عليه, جاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين: أيضًا يعلل بأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فإذا شك في نجاسة طاهر، فهو طاهر، أو في طهارة نجس، فهو نجس، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. انتهى.
وقد كنت مخطئا في ترك الصلاة في المسجد, وهذا من كيد الشيطان ليحرمك من ثواب هذه العبادة, فاستعذ بالله تعالى وأعرض عن الوساوس, وحافظ على الصلاة جماعة في المسجد, وتيقن أن جوربك طاهر, فلك أن تدخل به المسجد، وأن تطأ به على أي فراش شئت من غير أن يترتب على ذلك نجاسة، وبخصوص مذهب المالكية في شأن انتقال النجاسة راجع الفتوى رقم: 169591.
مع التنبيه على ضرورة نصح أخيك بالمحافظة على الصلاة لمكانتها في الإسلام, وينبغي أن تُطلعه على الفتوى رقم: 62008، وهي بعنوان: نصيحة غالية لمن ضيع الصلاة، وكذلك الفتوى رقم: 65968.
والله أعلم.