الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين العافية، ونوصيكم بالمواظبة على التعوذات المأثورة، والتحصينات الشرعية، كما نوصيكم بعدم الاتهام للجد بالسحر، أو طلبه من السحرة، ولو أنه حصل شيء من ذلك، فيمكن علاجه بالرقية الشرعية.
وأما بخصوص الأب، فتمكن رقيته من دون علمه؛ لأن المهم إيصال الرقية إلى المريض، فالرقية الشرعية قد تنفعه، ولا يخشى منها ضرر.
وعليه؛ فلا تحتاج إلى علمه، فقد روى أبو داود والنسائي في الكبرى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عاد مريضاً لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض.
ومن أحسن العلاج لأذى الأقارب، أن تحافظوا على التعوذ، وتتمسكوا بتقوى الله عز وجل، والصبر على الأذى، ولن يضركم كيدهم وشرهم إن اتقيتم وصبرتم، كما قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {آل عمران:120}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمن اتقى الله من هؤلاء وغيرهم بصدق، وعدل، ولم يتعد حدود الله، وصبر على أذى الآخر وظلمه، لم يضره كيد الآخر، بل ينصره الله عليه. انتهى.
وقابلوا الإساءة بالإحسان، وبالصبر الجميل، وبذلك يكون الله معكم، وينقلب المعادي لكم والمؤذي وليا حميما؛ لقوله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}، وقد جاء رجل يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء معاملة أقاربه له، فقال: يا رسول الله؛ إن لي قرابه أصلهم، ويقطعونني، وأحسن إليهم، ويسيئون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. والمَلُّ هو: الرماد الحار. وراجعوا في الرقية، وفي المزيد عما تقدم هاتين الفتويين: 80694، 163403 .
والله أعلم.