الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتؤجر إن شاء الله تعالى على نيتك الصالحة في تنشئة ولدك تنشئة صالحة، وتعليمِه العلم الشرعي، ولعل الله تعالى أن يعينك إذا علم منك صدق النية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد الخير، وعزم عليه: إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ. رواه النسائي.
والطريق الموصل لتحفيظ الولد كتاب الله تعالى وسنة نبيه، هو إلحاقه بمراكز التحفيظ، فيحفظ القرآن أولًا، ثم إذا أتمه ألحقتَه بحلقات العلم، وتدريس السنة والعلوم الشرعية.
وليس هناك سن محددة شرعًا يُبدأ فيها بتحفيظ الولد القرآن.
ومن المعلوم أن القدرة على الحفظ والاستيعاب، تختلف من ولد إلى آخر، فربما كان الطفل في سن الخامسة، أو السادسة -بل أقل من ذلك أحيانًا- قادرًا على الحفظ والإتقان، وغيرُه من الأطفال ليسوا كذلك، فالسن المناسبة تختلف من طفل لآخر، فمتى آنست من طفلك قدرة على الحفظ، فألحقه بمراكز التحفيظ.
ولا شك أن إسماعه القرآن الكريم مبكرًا، فيه خير وبركة، ولو كان في سن الرضاعة.
وأما إلحاقه بمراكز التحفيظ التي يغيب فيها أيامًا في الأسبوع، فلا شك أن مفارقة الولد أيامًا في الأسبوع شاقة على النفس، ولكن ما دام أن الثمرة المرجوة هي حفظ كتاب الله تعالى، فإنها تهون، ولك أسوة في السلف الصالح، فقد كانوا يصبرون على فراق الأولاد في طلب العلم، وكم من عالم وإمام من أئمة السلف تغرب عن أهله في طلب العلم، وارتفع شأنه وشأنهم.
وانظر للأهمية الفتاوى: 13767، 383431، 286906، 249112، 180607.
والله أعلم.