الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص الفقهاء على أنه يشترط لصحة جمع التقديم بين الصلاتين الموالاة بينهما، بحيث لا يفصلهما عن بعضهما فاصل كثير، ولا يضر عندهم الفاصل اليسير، وقد اختلفوا في حد اليسير، والذي نراه صواباً في ذلك هو ما رجحه ابن قدامة في المغني من أنه لا حد له إلا بالعرف، حيث قال: والصحيح أنه لا حد له، لأن ما لم يرد الشرع بتقديره لا سبيل إلى تقديره، والمرجع فيه إلى العرف. انتهى المقصود.
وعلى هذا؛ فالأولى أن لا ينشغل المصلي بشيء، بل يجمع بين الصلاتين بلا فاصل من ذكر أو غيره، وإذا أذن لصلاة العشاء فليؤذن لها داخل المسجد، ففي كتاب الفواكه الدواني: ثم بعد الفراغ من صلاة المغرب وانصراف الإمام من محل صلاته يؤذن للعشاء إثر صلاة المغرب، من غير مهلة ولا تسبيح ولا تحميد من المؤذن في داخل صحن المسجد بصوت منخفض، لأنه ليس لطلب الجماعة ولذلك كان مندوباً. انتهى.
فتبين أنه لا يؤتى بشيء من الذكر، بل يؤذن لصلاة العشاء وتقام الصلاة.
وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 21550.
والله أعلم.