الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 43669، والفتوى رقم: 18340 بيان ضعف الحديث المذكور، واعلم أخي الفاضل أن السعي في الأرض والسفر لطلب الرزق مباح من حيث هو، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك:15)، وكان الصحابة ومن بعدهم من المسلمين يسافرون للعمل والتجارة والكسب، وإنما يمنع السفر للتجارة إذا ترتب عليه محظور شرعي، كأن يترتب عليه ضياع الأولاد، والغياب عن الزوجة أكثر من ستة أشهر بغير رضاها، أو مقارفة معصية بسبب هذا السفر ونحو ذلك.
وعليه؛ فليس مجرد السفر للعمل سبب للأرق والضيق فلعل هناك سبب آخر.
والحديث إنما فيه الكلام عن الرضى بما قسم الله، فينبغي للإنسان مع أخذه بالأسباب أن يرضى بما قسمه الله له، وفي ذلك الطمأنية والسعادة.
ونوصي الأخ بالإكثار من العبادة وملازمة ذكر الله، فذلك هو السبيل لإزالة الضيق عن الصدر.
والله أعلم.