الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد السؤال عن صحة الحديث القدسي الآتي: عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل:يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفذ أبداً، يا بن آدم لا تخش من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائي لا تنفذ أبداً، يا بن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير، ياا بن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا......... إلى آخر الحديث، أرجو من فضيلتكم التكرم بالإفادة عن مدى صحة الحديث، وفي حالة الإفادة بصحته أرجو التكرم بالإفاده بإسناد الحديث وورد في أي من الكتب وإن كان في الإمكان إرسال نسخه كامله لهذا الحديث كما ورد كاملاً على الإيميل الخاص بي؟ ولسيادتكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلم نجد هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا في دواوين الإسلام المشهورة، ولا في ما بين أيدينا من أجزاء الحديث المنثورة، بل لم نجده في الكتب المصنفة لكشف الأحاديث الموضوعة، وما دام الأمر كذلك فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا يقال فيه: موضوع أو لا أصل له، قال ابن الجوزي: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.

قال السيوطي في تدريب الراوي: ومعنى مناقضته للأصول: أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة.

وإنما وجدناه في كتاب الفتوحات المكية لابن عربي، وكتاب المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي منسوباً إلى كعب الأحبار أنه وجد هذه الكلمات بطولها في التوراة.

ولا يقطع بصحة نسبته إلى كعب أيضاً، لعدم وروده بالإسناد إليه، كما أن الكتابين المذكورين ليسا من الكتب المعتمدة عند أهل العلم في نقل الأخبار.

قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي: ليس كل ما نسب إلى كعب في الكتب بثابت عنه، فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يقلها.

وعلى افتراض صحة نسبة هذا إلى كعب -وهو أمر مستبعد- فإنه لن يعدو أن يكون من الإسرائيليات، وراجع الفتوى رقم: 17575، والفتوى رقم: 143441.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني