الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن محادثة المرأة لرجل أجنبي عنها مع مراعاة الضوابط الشرعية، وإن كانت جائزة عند الحاجة، إلا أن الفقهاء شددوا فيها؛ لكونها قد تكون ذريعة للشر، والفساد، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى 321541، والفتوى 21582.
وغيرة الرجل على أهله مطلوبة شرعا، وهي من معاني الإيمان، ولا خير فيمن لا يغار، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله: أن يأتي المؤمن ما حرم عليه . والغيرة إذا كانت عند وجود ريبة، فإنها محمودة.
وإن ثبت ما ذكرته عن زوجتك، فاعمل على مواجهتها بما فعلت، وابذل لها النصح، وحذرها من العودة لمثل ذلك، فإن كانت صالحة، وكان هذا الفعل زلة منها رجعت إلى رشدها، واستقام أمرها.
ونوصيك بالحرص على الاجتهاد في تربية أهلك على الدين، والإيمان، وطاعة الرحمن بعقد حلقات القرآن، والتعليم في البيت، ولو بمعاونة بعض أهل العلم، أو تمكين زوجتك من الالتحاق بمراكز التحفيظ، وحضور مجالس الخير، وصحبة النساء الصالحات، فذلك خير معين على اجتناب الفتن وأسبابها.
وننبه إلى أن التساهل في دخول الأجانب على النساء، ولو مع وجود المحارم، قد يقود لمثل هذا، إذ قد ترى المرأة الرجل، فيتعلق قلبها به، أو يتعلق قلبه بها. فينبغي الحرص على أن لا يمكن الأجنبي من ذلك، وأن تكون مجالس الرجال بعيدة عن مجالس النساء.
ومن جميل ما جاء عن عمرو بن كلثوم التغلبي في وصيته لبنيه قوله لهم: وأبعدوا بيوت النساء من بيوت الرجال؛ فإنه أغض للبصر؛ وأعف للذكر، ومتى كانت المعاينة، واللقاء ففي ذلك داء من الأدواء.
والله أعلم.