الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإننا نحمد الله تعالى ونشكره على ما من عليك به من التوبة والإنابة إليه، ونسأله سبحانه أن يتم علينا وعليك نعمة الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى. وإذا كنت قد تبت إلى الله تعالى التوبة الصادقة حقا فلا تترك للشيطان مجالاً يلعب بقلبك فله في ذلك طرق شتى ومصادر متنوعة، فقد يغري الإنسان بمحقرات الذنوب وصغائرها إذا يئس من أن يوقعه في الكبائر، وقد يشككه في صدق توبته وصحة إنابته إلى الله تعالى حتى يحرمه من لذة التوبة والإنابة والطمأنينة التي تعقب ذلك، وقد يؤدي ذلك إلى الانتكاسة، نسأل الله السلامة والعافية. فعلى التائب أن ينتبه إلى هذه المداخل الشيطانية ويحذر منها، ويسأل الله تعالى العصمة. واعلم أنه قد تكون معك بقايا من داءٍ هو من أشد الأدواء فتكاً بالقلوب ألا وهو عشق المردان. ولكن قال صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد وصححه الألباني. وإن أنجح دواء لك هو قطع صلتك بهم مطلقاً، ولا تصاحب من يصاحبهم حتى لا يذكرهم لك أو يأتيك بأخبارهم فيهفو إليهم قلبك. وهذا الدواء فيه نوع مشقة، لكنه أكيد بإذن الله، وإن مما يعينك على تركهم علمك أنك تترك محبتهم والتعلق بهم لمحبوب آخر أعلى منهم هو الله جل في علاه. وانظر الفتوى رقم: 9360، فإن فيها بيان داء العشق ودوائه، وانظر الفتويين: 7413، 179. فإن فيهما بعض التدابير الشرعية الواقية من الوقوع في فاحشة اللواط ـ عياذاً بالله. هذا وقد سئل الإمام الرباني ابن قيم الجوزية السؤال التالي: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل ابتلي ببلية، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق، فما يزداد إلا توقداً وشدة، فما الحيلة في دفعها، وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلى، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى. فأجاب رحمه الله إجابة أبدأ فيها وأعاد، وأجاد فيها وأفاد، وإجابته تلك مطبوعة في كتاب اسمه: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. أو ( الداء والدواء. فنحيلك عليه. نفعك الله به. والله أعلم.