الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في حكم صلاة التسابيح، فمنهم من استحبها، ومنهم من كرهها، وسبب اختلافهم في حكمها هو اختلافهم في صحة الحديث الوارد فيها، فبعضهم صححه، وبعضهم ضعفه، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى مفصلة، ونقلنا أقوال أهل العلم في هذه المسألة، وهي برقم: 2501.
ولعل الراجح من أقوالهم هو أنها مشروعة، لأن الحديث -كما قال ابن حجر- لا ينزل عن درجة الحسن لكثرة طرقه التي يتقوى بها.
ولا بأس من صلاتها جماعة أحياناً، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه صلى النافلة جماعة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 50888.
أما تخصيص ليلة تسع وعشرين بصلاتها جماعة، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه عن عائشة.
وقال صلى الله عليه وسلم: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود عن العرباض بن سارية.
قال الشاطبي: ومنها -أي البدعة الإضافية- التزام الكيفيات والهيئات المعينة... ومنها: التزام العبادة المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. اهـ
والله أعلم.