الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاحتجاج بخبر الآحاد في العقائد والأحكام قد أشبعنا القول فيه في عدة فتاوى سنحيلك على بعضها لاحقا إن شاء الله، وأما التفريق بين أخبار الآحاد من الصحب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبين أخبار الآحاد بعد عهده صلى الله عليه وسلم، فإنه مردود بقبول الخلفاء الراشدين لأحاديث الآحاد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكذا أئمة المذاهب بعدهم.
وقد ذكر أهل العلم كثيراً من الأمثلة في ذلك في أحاديث خفيت على الخلفاء الراشدين ونبههم عليها غيرهم من الصحابة، وقد نص ابن عبد البر على أن كل الأئمة يدينون بخبر الواحد العدل في الاعتقادات.
وأما حمل اللفظ المشترك على بعض معانيه من غير دليل فهو خلاف ما هو معروف عند الأصوليين من كون حمل المشترك على جميع معانيه إن أمكن أولى من قصره على بعضها، والأولى كذلك حمل اللفظ العام على جميع أفراده ما لم يثبت التخصيص.
وأما ادعاء الورع في ترك العمل بما روي من الوحي فإنه واضح البطلان فإن الورع والاحتياط يكون بترك ما شك في تحريمه، وفي الإتيان والعمل بما يظن ثبوته، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38186، 6906، 8406، 28926، 49999، 61928.
والله أعلم.