الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الأخ السائل لو حضر الجمعة وترك عمله في هذا الوقت لحقه بسبب ذلك ضرر في معيشته أو ماله أو فيما أؤتمن عليه، فإنه غير آثم في تخلفه عنها وليصل الظهر في مكانه، فقد ذكر الفقهاء أن من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة خوف ضياع مال له بال، وخوف الضرر في المعيشة التي يحتاجها، قال في مختصر خليل وهو مالكي: وهو يذكر الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة: وخوف على مال. قال في التاج والإكليل: أي مال له بال ولو لغيره. انتهى.
وقال في المهذب وهو شافعي المذهب: ومنها -أي الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة- أن يخاف ضرراً في نفسه أو ماله. انتهى.
وقال سليمان بن أحمد المرداوي في الإنصاف وهو حنبلي: ومما يعذر به في ترك الجمعة والجماعة خوف الضرر في معيشة يحتاجها، أو مال استؤجر على حفظه كنظارة بستان ونحوه، أو تطويل الإمام. انتهى.
وأما إذا لم يترتب على حضوره الجمعة ضرر لا في معيشته ولا ماله ولا فيما أؤتمن عليه، فلا يجوز له أن يتخلف عن الجمعة، لأن حضورها فرض على كل رجل مسلم حر غير معذور، والتخلف عنها من صفات المنافقين. ولينظر في ذلك الفتوى رقم: 47940.
والله أعلم.