الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فانقباض الصدر وانشراحه بعد الاستخارة له تعلق بالاستخارة ويُعمل به؛ إلا إذا كان الانشراح أو عدمه متعلق بهوى القلب فإنه لا يلتفت إليه ، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له . اهـ .
وقال السيوطي في تحفة الأبرار نقلا عن غيره : ولا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا؛ وإلا فلا يكون مستخيرا لله بل يكون مستخيرا لهواه ، وقد يكون غير صادق في طلب الخير وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإن صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختيار نفسه . اهـ .
وبهذا يعلم الأخ السائل أنه لا حرج عليه في فعل ما انشرح إليه صدره؛ إلا إذا كان قلبه يهوى أصلا ما فعله بعد الاستخارة فإنه يكون حينئذ قد فعل خلاف ما ينبغي ولم يكن حينئذ صادقا في استخارته ، وقول السائل : ...... سوف يثبت قلبي ويعطيني هذه الفرصة على أي حال ؟ فجوابه أن الاستخارة دعاء، والدعاء- كما هو معلوم- إجابته إلى الله، فقد يعطي الله العبد عين ما سأله، وقد لا يستجيب له ويصرف عنه من السوء مثله، وقد لا يستجيب له ويدخر له أجره إلى يوم القيامة؛ كما دلت على ذلك السنة، فلا يلزم أن يعطى المستخير بأي حال ما سأله .
وأما سؤاله عن صلاة الاستخارة هل تكون قبل النوم ... إلخ . فجوابه أن تخصيص وقت صلاة الاستخارة بما قبل النوم لا يدل عليه دليل؛ بل إن الدليل على أنها تفعل عند الهم بفعل أمر في أي وقت، فلا ينبغي أن تخصص الاستخارة بوقت معين، وكذلك القول بأنه لا يكلم أحدا بعد الاستخارة؛ بل يجوز أن يتكلم مع الآخرين في غير معصية، وانظر الفتوى رقم : 508 ، حول وقت صلاة الاستخارة ، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 1775 ، والفتوى رقم : 2733 ، والفتوى رقم : 19343 .
والله أعلم .