الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من علاقتك بهذا الرجل وما جرى من حديث ولقاء معه فهو أجنبي عنك، وإن وعدك بالزواج. وقد بينا حرمة تلك العلاقات الآثمة وما يترتب عليها عاجلا وآجلا فانظريه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9248، 46960، 24587. وهو قد قطع الشك باليقين وتزوج من غيرك، فابحثي عن غيره من ذوي الدين والخلق، واسألي الله تعالى أن يرزقك خيرا منه؛ إنه سميع مجيب.
وأما قوله: هذا نصيبي، ولو تزوجت غيري فذاك هو نصيبك، فهذا صحيح إن كان يعني أنه لا يكون إلا ما قدره الله سبحانه وتعالى وأراده، والأسباب قد تنتج وقد لا تنتج، فالمرء يبذل جهده ويتعاطى الأسباب المشروعة ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء ويختار، ومما يستدل به عليه قول الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد:22} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقد بينا معنى القضاء والقدر وثمرة الإيمان به في الفتويين رقم: 20434، 67357.
فعدم زواجه منك بقضاء الله وقدره، وإذا تزوجت غيره فبقضاء الله وقدره، ولا يدري المرء ما هو خير له، فقد يحب ما هو شر له، وقد يكره ما هو خير له، كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216} فعلى المرء المسلم أن يكل أمره إلى خالقه، ويعلم أن الخير فيما اختاره الله، ويسلم للقضاء والقدر.
والله أعلم.