الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القضاء والقدر.. مفهومه.. مراتبه.. وثمراته

السؤال

ما هو مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإيمان بالقدر هو التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الوجود يجري وفق علم الله وتقديره في الأزل، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

وله مراتب أربع: الأولى العلم: فإنه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف يكون، لا يخفى عليه من ذلك صغيرة ولا كبيرة. والمرتبة الثانية: هي الكتابة فإنه سبحانه قد سجل كل ما كان وما سيكون من أحوال وأفعال وحركات وسكنات في كتاب عنده. والمرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة، فكل ما يقع في الكون إنما هو بمشيئة الله وإرادته. والمرتبة الرابعة: الخلق والقدرة، فكل ما في الكون هو خلق الله سبحانه وأثر قدرته ليس له شريك في ذلك، وانظر الفتوى رقم: 60787.

ولا يعني هذا أن يترك المرء العمل ويعتمد على أن كل شيء مقدر عليه، وذلك لأنه لا يعلم ما كتب عليه، وقد أعطاه الله تعالى الإرادة والمقدرة على التمييز بين النافع والضار فهو يختار منهما ما شاء، وسيحاسب على اختياره ذلك، فعليه أن يعمل بطاعة الله تعالى ويترك معصيته، وعليه كذلك أن يأخذ بالأسباب ويسعى في مصالحه الدينوية والأخروية ويتوكل على الله عز وجل في ذلك كله.

وللإيمان بالقدر ثمرات من أهمها: راحة البال وطمأنينة النفس وثبات القلب وزيادة الإيمان بالله والقناعة بما قسم، وترك الحسد، ومنها الصبر والثبات عند الشدائد، ولا ينبغي الخوض في القدر والتعمق فيه، كما بينا في الفتوى رقم: 54045، والفتوى رقم: 53111.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني