الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نجاح الحياة الزوجية يقوم على التفاهم والتغاضي عن الهفوات، وينبغي أن يحرص الأبناء على إصلاح العلاقة بين الوالدين، وتقريب وجهات النظر حتى يصلح ما بينهما، وعليهم أن يحرصوا على هدايتهما والسعي في منع الظالم منهما من ظلم الآخر فإن ذلك من البر بالظالم والبر بالمظلوم، وليكن علاج الأمر بحكمة وتلطف مع إكثار الدعاء والاستعانة بمن يمكنه أن يكلمهما ويؤثر عليهما.
وقد ذهب الجهمور إلى أن الناشز لا نفقة لها، ومعنى ذلك أنه لا تجب النفقة لها على الزوج، وليس معناه أنه يحرم عليه الإنفاق عليها؛ بل إن إنفاقه عليها أفضل خروجا من خلاف من أوجب نفقتها من الظاهرية.
وأما تصرف أخيك بالكذب واتهامه الوالد بالبخل فإنه لا يسوغ له، ولا مانع أن يطلبه بعض الأمور ثم ينفقها على أمه، ولو أخذ منه شيئا لحاجته ثم قتر على نفسه حتى يفضل شيء لأمه فلا حرج في هذا. وأما إفشاء أبيكم السر فهو مما لا ينبغي فعله.
وننصحكم بالسعي في إقناع كل من الوالدين بالتنازل للآخر، وأن يحرصا على التفاهم فيما بينهما حتى تزول المشاكل، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 96947، 9647، 49611، 73144، 63266.
والله أعلم.