الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من وظيفة يُشترط لها حلق اللحية

السؤال

أعمل محاسبًا في مركب سياحي. وقبل هذا العمل كنت لا أعمل منذ ثلاثة أشهر، وللعمل في هذه الأماكن لا بد من حلق اللحية.
وبعد أن عملت بهذا العمل هداني الله، وعلمت أنه لا يجوز حلق اللحية، وأن عملي به فتنة.
ولكن لدي التزامات كبيرة في هذه الفترة وهي أموال كبيرة، وأنوي التوبة، ولكن إذا تركت العمل في هذه الفترة فلن أستطيع سداد الالتزامات، ونحن أسرة كبيرة في العدد تتكون من 9 أفراد، وأنا المسؤول الأكبر عنهم، وأنوي أنه عندما يتوفر لي عمل آخر، فإنني بإذن الله سوف أتوب من هذا العمل.
فماذا أفعل؟ والمال الذي أكسبه هل هو حلال أو حرام؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت محتاجا لهذا العمل، ولا تجد مصدرا سواه لتغطية التزاماتك المالية الضرورية؛ فلا حرج عليك في الاستمرار فيه حتى تجد عملا سالما من المخالفات الشرعية، عملا بقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.

والراتب إن كان مقابل وظيفة مباحة -ليست في مباشرة محرم، ولا إعانة مباشرة أو مقصودة عليه- فالراتب مباح مطلقا، ولو كان البقاء في الوظيفة يستلزم ارتكاب محرم ليس متعلقا بالراتب -كحلق اللحية مثلا-.

وأما إن كانت الوظفية في مباشرة محرم، أو إعانة مباشرة، أو مقصودة عليه: فالراتب محرم في الأصل، لكن من كان مضطرا للعمل، فالراتب مباح له؛ مراعاة للضرورة.

وانظر الفتاوى: 154747 - 294232- 55636.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني