الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في وظيفة يتم العمل بدونها

السؤال

لو سمحت يا فضيلة الشيخ أنا امرأة أعمل الآن في شركة مساهمة مصرية وهي شركة كبيرة وذلك فور تخرجي من كلية التجارة بتقديرعام جيد وكان أخي يعمل في هذه الشركة قبلي بعام ونصف وعند تخرجي تمنوا أهلي أن أعمل وكان أخي طيب جدا جدا مع مديرته فهي تعتبره كابن لها فطلب أخي من مديرته أن أعمل بهذه الشركة معه ولو حتي بنظام العقد، ونظام العقد هذا عبارة عن أن يعمل الفرد لمدة ثلاث سنوات بعقد ويكون أجره بسيطا وأقل من الأفراد المتثبتين بكثير ولكن بعد مرور هذه السنوات الثلاثة يتثبت المتعاقد ويحصل علي أجره العادي مثل أي شخص متعين ومثبت في الشركة وأنا فعلا أكملت الآن هذه السنوات الثلاثة وقربت على التثبيت لكن ما يقلقني جداً الآن يا فضيلة الشيخ وطرأ على بالي فجأة ويلح علي هو الطلب الذي قدمه أخي لمديرته وللمسئولين لكي يوافقوا علي عملي بالشركة وهذا الطلب هو رجاء من سيادتكم الموافقة علي تعيين الأنسة/ 0000000000 بالعقد بدلا من أحد العاملين بالإدارة والذي انقطع عن العمل وذلك لحاجة العمل لها وأمضيت على هذا الطلب بموافقتها وزادت المديرة على هذا الطلب لفظ (وسوف تعمل في 00000000 بالإدارة ) وقدمته للمسؤولين الأكبر منها لكي يوافقوا عليه وفعلا تمت الموافقة على عملي في هذه الشركة وزف إلينا أخي خبر الموافقة وفرحت جدا وفرح أهلي جدا جدا جدا وفعلا ذهبت إلى العمل واشتغلت في نفس الإدارة مع أخي الأكبر لكني لم أجد عملا أعمله فأعطى لي أخي الأكبر جزءاً من عمله لكي أشتغل به وهو جزء سهل جدا جدا وكله بالكمبيوتر لكنه هام جدا جدا للشركة وكان أخي عنده مهام أخري يفعلها يعني هو أعطاني جزءا من عمله وفعلا طوال هذه السنوات الثلاث وأنا أشتغل بهذا العمل البسيط لكني أقضي أوقات كثيرة لا أجد ما أفعله وأقضي أوقات أخرى لدي عمل ولكنه سهل فسمعت في التليفزيون أنه ممكن يكون العمل السهل نعمة من الله علي الفرد فقلت خلاص أنا لن أشتكي من سهولة عملي فممكن أن يكون فعلا نعمة من الله وجاء وقت على أخي ولم يكن عنده شغل خالص أقول في نفسي ألم يكن من باب أولى أن يأخذ المهمة التي أعطاها لي وخصوصا أنه متعين في الشركة وعملي ممكن أي شخص يفعله مع أعماله الأخري فأحيانا أجد بعض زملائي في الإدارة يكون عندهم وقت فراغ فأيضا يا فضيله الشيخ لم يكن من باب أولي أن يأخذوا عملي وخصوصا أنهم متعينين من قبل الشركة أنا خائفة جداً من صيغة الطلب الذي قدمه أخي لكي أعمل في الشركة وهو أن العمل في حاجة إليها خاصة أن العمل لم يكن بحاجة لي ولا حاجة مع أني أحس أن أخي لم يأت على باله أن يحتال علي الشركة وأن لفظ أن العمل في حاجة لي لكي يلتمس موافقة المسؤولين لكي أعمل وأظن أن المهندسة تعتبره مثل ابنها وهي طيبة ووافقت علي طلبه وزادت جملة سوف تعمل كذا في الأدارة، فعلا أنا اشتغلت في القسم الذي قالت عليه لكنه عمل غير الذي حددته لأن هذه المديرة هي الآن مدير عام ولا أعرف لماذا أتى هذا الموضوع على بالي الآن مع إنه عمري لم يخطر على بالي من قبل بالعكس أنا حينما زف أخي إلينا خبر موافقتي علي العمل بالشركة فرحت جدا جدا وهذا الأمر لم يأت على بالي أبدا ولا كنت أظن في عملي هذا الأمر أبدا وهل نقودي من عملي هذا تعتبر حراما؟ خائفة أكون كلفت الشركة موظفة وهي في غير حاجة إليها. وهل هذه الافكار كلها وساوس تأتي في بالي لكي تشككني في مالي؟ أم فعلا ما يأتي في بالي من أفكار تعتبر صحيحة؟ وخائفة لأني قاربت على التثبيت في الشركة هل أترك هذا العمل أم لا؟ ولا يمكن أن يكون هذا العمل نعمة من الله علي.
وجزاك الله كل خير لقد أرسلت إليك من قبل استفسار رقمه 256538.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا تم تعيينك في الشركة دون دفع رشوة أو استيلاء على حق أحد هو أولى منك بهذا العمل مع قيامك بما يناط بك من أعمال دون تقصير، فلا نرى بذلك بأساً.

أما عن الوساوس التي تدور في صدرك من ناحية المديرة المذكورة، وأنها قد تكون رشحتك للعمل دون حاجة إليك، فهذا أمر يرجع إليها وهي التي تقدره، أما أنت فالتزامك بالمداومة في العمل حسبما هو مقرر في العقد كافٍ في انتفاء اللوم عنك وحل ما تحصلين عليه من مال مقابل ذلك، وهذا كله بشرط أن يكون مجال العمل مباحاً ولا يستلزم محرماً.

وراجعي الفتوى رقم: 17110، والفتوى رقم: 1553.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني