الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في إنشاء قناة فضائية

السؤال

انا مهندس في المعلوماتية و أعمل بشركة تونسية متخصصة في إنجاز مواقع الانترنيت التجارية وأنا هذه الأيام أعمل في مشروع إنجاز موقع قناة فضائية فرنسية وهي قناة طبعا لا تمت للأخلاق الإسلامية بصلة فهل يجوز أن أكسب راتبي من هذه الشركة وإذا ما وجب علي مغادرتها هل أستطيع الانتظار إلى أن أجد عملا بديلا وهل ما تقاضيته من رواتب في الماضي يعتبر حلالا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت هذه القناة تبث المحرمات فلا يجوز العمل في إنشاء موقع لها، لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}

وإذا كنت مضطرا للبقاء في هذا العمل لتحصيل لقمة العيش لك ولمن تعول ولا تجد ما تقتاتون به إذا تركته فلك أن تبقى حتى تجد عملا آخر تندفع به الضرورة وإن كان أقل راتبا، لعموم قوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} وراجع الفتوى رقم: 6448 والفتوى رقم: 11924.

وأما حكم ما تقاضيته من رواتب في الماضي فهو تابع لنوع العمل الذي كنت تقوم به فإن كان مباحا فهي حلال، وإن كان محرما فهي حرام، ولمعرفة الواجب في هذه الرواتب في حالة كونها حراما راجع الفتوى رقم: 57390.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني