الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوظف في الأذان والإمامة بالغش والتزوير

السؤال

إليكم نص السؤال: شاب يعمل عند الخواص، ولا علم له، وعمله غير مستقر، فأراد أن يعمل في المسجد كمؤذن، وكفاءته لا تسمح له بذلك، اتصل بالمسؤولين، وتحصل على شهادة حفظ نصف القرأن، وهي شهادة زور، وتحصل على الوظيفة، وأصبح مؤذنا، بل استولى على الإمامة، ووراءه شباب أحق منه في الإمامة لعلمهم وحفظهم، فأرشدونا جزاكم الله خيرا، فما العمل مع هذا الغشاش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الشخص ليس أهلا للأذان أو لإمامة المسلمين في الصلاة فيحرم عليه أن يقوم بذلك لما في ذلك من تعريض عبادات الناس للخلل، وكذلك يحرم عليه أن يعمل بوظيفة مؤذن أو إمام إذا لم يكن مستوفيا للشروط التي تشترطها الجهة المسؤولة للتعيين في تلك الوظيفة، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم فيما أحل. رواه الطبراني.

ويعظم الذنب وتشتد الحرمة إذا توصل إلى الأذان أو الإمامة وهو غير مستحق لها عن طريق الغش والتزوير، والواجب على من علم حاله وعدم أهليته أن ينصحه بترك هذا العمل، ويعلمه بأن من اتقى الله جعل له فرجا ومخرجا، فإن قبل فالحمد لله، وإن لم يقبل فليرفع أمره للمسؤولين ليأخذوا على يديه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وراجع الفتوى رقم: 17590 والفتوى رقم: 23898 والفتوى رقم: 11155.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني