الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  4714 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى : أن سعد بن هشام بن عامر ، كان جارا له فأخبره أنه طلق امرأته ، ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له وما لا يجعله في السلاح والكراع لمن يجاهد الروم حتى يموت ، فلقيه رهط من قومه فنهوه عن ذلك ، وأخبروه أن رهطا منهم ستة أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال لهم : أليس لكم في أسوة ؟ فلما حدثوه بذلك راجع امرأته ، فلما قدم علينا أخبر أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر ، فقال ابن عباس : أولا أنبئك ، أو ألا أدلك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : من ؟ قال : عائشة ، فأتها فسلها عن ذلك ، ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك ، قال سعد بن هشام : فأتيت حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها ، فقال : ما أنا بقاربها ، إني نهيتها أن تقول بين الشيعتين شيئا فأبت إلا مضيا [ ص: 40 ] فيها ، فأقسمت عليه فجاء معي ، فسلمنا عليها ، فدخل فعرفته ، فقالت : أحكيم ؟ فقال : نعم ، فقالت : من هذا معك ؟ قال : سعد بن هشام قالت : من هشام ؟ قال : ابن عامر قالت : نعم المرء كان عامر ، أصيب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال : فقلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أما تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى قالت : " فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن " قال : فهممت أن أقوم فبدا لي ، فقلت لها : أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : أما تقرأ هذه السورة يا أيها المزمل ؟ قال : قلت : بلى قالت : فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة ، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم ، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا ، ثم أنزل الله التخفيف في آخر السورة ، فصار قيام الليل تطوعا بعد إذ كان فريضة ، فهممت أن أقوم فبدا لي فسألتها ، فقلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كنا نعد له سواكه وطهوره من الليل ، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه ، ثم يتسوك ويتوضأ ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا عند الثامنة ، فيحمد الله ويذكره ويدعوه ، ثم ينهض ولا يسلم حتى يصلي التاسعة ، فيقعد ويحمد الله ويذكره ويدعوه ، ثم يسلم تسليما يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد [ ص: 41 ] بعدما يسلم ، فتلك إحدى عشرة ركعة أي بني فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع صلى ركعتين وهو قاعد بعدما يسلم فتلك تسع أي بني وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا غلبه عن قيام الليل نوم أو وجع صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة ، ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن في ليلة ، ولا قام ليلة حتى أصبح ، ولا قام شهرا غير رمضان قال : فأتيت على ابن عباس فأنبأته بحديثها ، فقال : صدقت ، أما أني لو كنت أدخل عليها لشافهتها به مشافهة ، قال حكيم بن أفلح : أما إني لو علمت أنك ما تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية