ومن الفرح ما قتل !

0 279


كان المعتضد بالله جالسـا يشاهد الصناع ، فرأى فيهم واحدا شديد المرح ، يعمل ضعف ما يعمل الصناع ، ويصعد مرقاتين مرقاتين ؛ فأنكر أمره ، فأحضره وسأله عن أمره ، فلجلج ، فقال المعتضد لبعض جلسائه : أي شيء يقع لكم في أمره ؟ قالوا : ومن هذا حتى تصرف فكرك إليه ؟ لعله لا عيال له ، وهو خالي القلب ، فقال : قد خمنت في أمره تخمينـا ما أحسبه باطلا ؛ إما أن يكون معه دنانير قد ظفر بها دفعة ، أو يكون لصـا يتستر بالعمل !
فدعا به ، واستدعى الجلاد فضربه وحلف له إن لم يصدقه أن يضرب عنقه ، فقال : لي الأمان ؟ قال : نعم إلا فيما يجب عليك بالشرع ، فظن أن قد أمنه ، فقال : قد كنت أعمل بالأجر ، فاجتاز رجل في وسطه حزام ، فجاء إلى مكان ، فجلس وهو لا يعلم مكاني ، فحل الحزام ، وأخرج منه دنانير ، فتأملته ، وإذا كله دنانير ، فباغته وكتفته وشددت فاه ، وأخذت الحزام ، وحملته على كتفي ، وطرحته في حفرة ، وطينته ، فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها في دجلة ، فأنفذ المعتضد من أحضر الدنانير من منزله ، وإذا على الحزام مكتوب : فلان بن فلان ، فنادى في البلد باسمه ، فجاءت امرأة فقالت : هذا زوجي ، ولي منه هذا الطفل ، خرج وقت كذا وكذا ومعه ألف دينار وغاب إلى الآن ، فسلم المعتضد الدنانير إلى امرأته وأمرها أن تعتد ، وأمر بضرب عنق ذلك الرجل .

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة