- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:خواطـر دعوية
وسائل دعوة غير المسلمين كـثـيــرة ، والداعية الموفق يختار من الأساليب ما يشعر أنه مؤثر وناجح ، وبعض الناس قد لا يسـتـجـيب للدعوة إلا أن يرى شيئا عظيما يجعله يقف مبهورا معجبا ، شيئا يشده إلى الإسلام شــدا ، ويأسره أسرا ويجعله يعيد حساباته ويفكر بعمق ويقارن بين الماضي والحاضر ثم يتخذ في نفسه القرار. لقد قرر أن يستسلم ولكنه استسلام الحازم المطمئن الذي عرف الحقيقة فعلا وليس استسلام العاجز أو صاحب غرض.
هكذا وقفت ملكة سبأ التي كانت تعبد الـشمس هـي وقومها عندما دعاها سليمان عليه السلام إلى الإسلام ، أبت أن تنقاد مع اعترافها بضعفها أمام قــوة سـليمان وجنوده ، ولكن عندما دخلت الصرح وحسبته لجة : (قالت رب إني ظلمت نفسي وأسـلـمت مع سليمان لله رب العالمين) [النمل:144] لقد عرضت عليها مظاهر القوة الخارقة لـتـؤثـر فـي قلبها وتقودها إلى الإيمان .
وفى الإسلام لـيـس الأصــل هو المعجزات المادية - وإن جاءت عفوا وإكراما فلا بأس- ولكن أليس التزام المسلم بدينه وتطبيقه في كل شئون حياته أكبر معجزة ؟
وفى قـصـة إسلام خالد بن الوليد رضى الله عنه أنه خرج من مكة ميمما شطر المدينة فلقيه فـي الـطريق عمرو بن العاصي - رضي الله عنه - فقال له : إلى أين يا أبا سليمان ؟ قال : لقد استقام الميسم (وضح الطريق) وهاجرا معا إلى المدينة.
إن خالدا قائد عسكري فذ ، ولا يخفى عليه أن انتصارات محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما هي انتصارات دين سماوي ، انتصارات نبي يمثل الكمال البشري مؤيد من الله يسدده ويرشده، وبعد معارك وصراع من بدر إلى الحديبية استسلم خالد بن الوليد ، ولكنه استسلام القوي العاقل الذي يعرف مواقع الحزم واتخاذ القرار المناسب.
وقـد سـمـعـنـا فـي العصر الحديث أن بعض الكفار من الأوربيين أسلموا عندما رأوا صفوف المسلمين في الصلاة، وخشوعهم وإقبالهم على الله.
قال الفيلسوف الفرنسي (رينان) : " كلما رأيت صفوف المسلمين في الصلاة أتأسف أني لــســت مسلما " . إنها كلمة صدق من كذوب، فما الذي يمنعه عن الإسلام ؟
إن عرض الإسلام عرضا جذابا مع العلم الراسخ قد يكون من المؤثرات الفعالة فـي إقــبــال الناس على هذا الدين ، كما وصف ابن عباس - رضي الله عنه - حين فسر سورة البقرة في أيــام مـنـــى من الحج ، قال من سمعه : " لو سمع تفسيره يهود أو نصارى لأسلموا " .
وإن أعـظم دعوة للإسلام هو التزام المسلمين بشريعة الإسلام وشعائره وآدابه وأخلاقــه، وإصرارهم على هذا ، وتحديهم للمجتمعات المنحرفة .
…………………………
محمد العبدة ( البيان رجب 141