- اسم الكاتب:الجزيرة نت
- التصنيف:المقالات
أقال مالك صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية رئيس ومدير تحرير الصحيفة جاك لوفران إثر إعادة نشر الصحيفة لرسوم كرتونية مسيئة للرسول الكريم محمد عليه السلام كانت نشرت من قبل في الصحف النرويجية والدانماركية.
وقال مالك الصحيفة رجل الأعمال الفرنسي المصري ريمون لكاح إن إقالة لوفران هي "للإعراب بشكل قوي عن احترامه للمبادئ والقناعات الشخصية لكل إنسان". وأضاف "أننا نقدم اعتذارنا للجالية المسلمة ولجميع الأشخاص الذي صدمتهم أو حقرتهم هذه الرسوم". وكانت فرانس سوار الباريسية نشرت في عدد أمس مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرت في 30 سبتمبر الماضي في صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية وأثارت استياء كبيرا في العالم الإسلامي. وتعاني الصحيفة منذ أكتوبر 2005 من مشاكل قضائية وتبحث عن ممولين وهبط توزيعها اليومي إلى 45 ألف نسخة. واتسم رد فعل الخارجية الفرنسية بالتحفظ لإعادة نشر فرانس سوار الرسوم المسيئة للنبوة الكريمة. وقالت في بيان إن باريس تدين كل ما يسيء إلى الأفراد في إيمانهم أو معتقداتهم الدينية, إلا أنها أشارت أيضا إلى تمسكها بحرية التعبير في روح من التسامح واحترام الأديان. غير أن منظمة "مراسلون بلا حدود" دافعت عن نشر الرسوم، وقال أمينها العام روبير مينار "قد تبدو هذه المبادرة استفزازية, لكن أساسها مبرر بالكامل ولا تستحق في أي حال من الأحوال الاعتذار من أي كان". هذه العدوى سرت في أنحاء أخرى من الغرب, مع إعادة نشر صحيفة دي فيلت الألمانية للرسوم وتأكيدها بأنه "لا حصانة لأحد من التهكم في الغرب". كما نشرت صحيفتان إسبانيتان تلك الرسوم أمس الأربعاء. وحذت حذوهما صحيفة سويسرية ناطقة بالألمانية لتنشر رسمين منها الثلاثاء. تداعيات أخرى ففي اليمن تظاهر حوالي 5000 يمني الأربعاء في صنعاء احتجاجا على تلك الإساءة. وسلم المتظاهرون رسالة إلى ممثل اليمن لدى الأمم المتحدة محذرين من أن هذه الرسوم لن تؤدي إلا إلى "تفاقم صراع الحضارات". وفي دمشق -التي استدعت سفيرها في كوبنهاغن للتشاور- أخليت السفارة الدانماركية بعد تلقيها تحذيرا بوجود قنبلة. كما استدعت طهران السفير الدانماركي وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة. وفي روسيا وصفت بطريركية المسيحيين الأرثوذكس نشر الرسوم بأنه خطير جدا لأنه "يسيء إلى المشاعر الدينية الضاربة بجذورها في الروح البشرية". كما أدان ذلك مجلس الإفتاء حيث يوجد بروسيا 23 مليون مسلم. وقد أدانت الحملة العالمية لمقاومة العدوان التابعة للمركز العربي للدراسات والأبحاث في قطر تصريحات المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون التي حذر فيها من مقاطعة البضائع الدانماركية، ووصفت تصريحاته بأنها تصعيد مباشر "وإمعان في إهانة الإسلام وأهله".
نشر الرسوم وإعادة نشرها في أماكن أخرى أثار ردود فعل واسعة في أنحاء العالم الإسلامي تمثلت في موجة احتجاجات رسمية وشعبية.