صفة العمرة

0 1333

يسن لمريد العمرة إذا وصل الميقات أن يغتسل ويتنظف، ويتطيب في بدنه ورأسه ولحيته ، والاغتسال للإحرام مسنون للرجال والنساء حتى الحائض والنفساء.

ثم يلبس الرجل ملابس الإحرام وهما الإزار والرداء بعد أن يتجرد من كل ما خيط على هيئة البدن كالقميص والسراويل ونحو ذلك، وأما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب الساترة من غير زينة أو تبرج، وتجتنب لبس النقاب والقفازين حال إحرامها، ولكنها تغطي وجهها بحضرة الرجال الأجانب وذلك بإسدال الخمار عليه.

فإن كان الوقت وقت فريضة صلاها، وإلا صلى نافلة ناويا بها ما يناسب الحال كالضحى أو سنة الوضوء أو نحو ذلك.

فإذا فرغ من الصلاة أحرم بالعمرة قائلا: "لبيك عمرة" ثم يشرع بعدها في التلبية قائلا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" يرفع الرجل بها صوته، وأما المرأة فتخفض صوتها بالقدر الذي يسمع من بجانبها من النساء.

وبذلك يكون المعتمر قد دخل في النسك فيحرم عليه فعل شيء من محظورات الإحرام حتى ينهي نسكه ويتحلل من إحرامه.

وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية لأنها الشعار القولي للنسك، وخصوصا عند تغير الأحوال والأزمان، مثل أن يعلو مرتفعا أو ينزل منخفضا، أو يقبل الليل أو النهار، ويستمر في التلبية إلى أن يشرع في الطواف.

فإذا قارب مكة سن له أن يغتسل لدخولها لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، كما يسن له أن يدخل مكة من أعلاها وهي منطقة كداء "الثنية العليا"، وأن يخرج من أسفلها وهي كدى "الثنية السفلى" فقد ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم.

فإذا وصل المسجد الحرام قدم رجله اليمنى عند الدخول قائلا: "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك" كما يفعل عند دخول سائر المساجد.

ثم يتقدم نحو الحجر الأسود ليبتدئ طوافه منه، وقبل الشروع في الطواف يسن له أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر وهو ما يعرف بالاضطباع.

فإذا وصل إلى الحجر الأسود فإنه يستلمه بيده اليمنى ويقبله إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر تقبيله استلمه بيده وقبل يده، فإن لم يتيسر فإنه يشير من بعيد من غير تقبيل، ويقول عند استلامه الحجر " بسم الله والله أكبر ".

ثم يبدأ الطواف فإذا وصل إلى الركن اليماني - وهو الركن الذي يسبق الحجر الأسود - فيسن له استلامه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر استلامه فلا يشير إليه من بعيد.

ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } (البقرة:201)، ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وليس هناك دعاء أو ذكر مخصص لكل شوط.

ويطوف بالبيت سبعة أشواط مبتدئا بالحجر الأسود ومنتهيا به فاعلا في كل شوط ما فعله في الشوط الأول.

والسنة في هذا الطواف أن يسرع المشي مع مقاربة الخطى وذلك في الثلاثة الأشواط الأولى، وهو المعروف بالرمل، ويمشي في بقية الأشواط مشيا عاديا، وهذا الحكم خاص بالرجال دون النساء.

فإذا أنهى سبعة أشواط فإنه يستر كتفيه بالرداء ، ثم يتقدم إلى مقام إبراهيم ويقرأ قوله تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } (البقرة:125) فيصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر، وإلا ففي أي مكان من المسجد، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة { قل يا أيها الكافرون } وفي الثانية { قل هو الله أحد }.

ثم يتوجه بعد ذلك إلى المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر الله } (البقرة: 158)، ويقول: "أبدأ بما بدأ الله به".

ثم يصعد على الصفا -إن تيسر له- حتى يرى الكعبة ، فيستقبلها، ويرفع يديه ، فيحمد الله ويكبره ويوحده ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" يكرر ذلك ثلاث مرات، ويدعو بينها بما شاء.

ثم ينزل من الصفا متوجها إلى المروة، فإذا وصل إلى العلم الأخضر ركض ركضا شديدا بقدر ما يستطيع من غير أذية لأحد، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة، وعليه أن يشتغل بالذكر والدعاء والثناء على الله وإن قرأ القرآن فلا بأس، والسعي الشديد بين العلمين الأخضرين من خصائص الرجال دون النساء.

فإذا وصل إلى المروة صعد عليها وفعل ما فعله على الصفا، من غير أن يقرأ قوله تعالى: { إن الصفا والمروة } الآية, وبذلك يكون قد أنهى شوطا من أشواط السعي.

ثم ينزل من المروة متجها إلى الصفا ماشيا في موضع المشي، مسرعا في موضع الإسراع، حتى يصل إلى الصفا فيفعل مثل ما فعل أول مرة دون قراءة الآية، وهكذا حتى يتم سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط, ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط حتى ينتهي بالمروة.

فإذا أتم السعي فإنه يحلق رأسه أو يقصره إن كان رجلا، والحلق أفضل، وينبغي أن يعم حلقه أو تقصيره شعره كله، لا أن يكتفي بقطع خصلة من شعره، وأما المرأة فإنها تقصر ولا تحلق، فتأخذ من جميع أطراف شعرها قدر أنملة -والأنملة هي رأس الأصبع-.

وبهذا تتم أعمال العمرة، ويكون المعتمر بذلك قد تحلل من إحرامه، فيحل له ما كان محرما عليه من قبل بسبب الإحرام.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة