أخلاق ربانية ثمارها صحية

2 1241

غض البصر

العين هى الدرة الثمينة التى لا تقدر بثمن، وقد سماها الله تعالى الحبيبة والكريمة، كما جاء فى حديث رواه البخارى: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل قال: إذا أخذت كريمتى عبدى - وفى رواية حبيبتى عبدى - فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.

وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل ، فهى برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات.

وحاسة البصر تأتى فى المرتبة الثانية من الأهمية بعد السمع، فيقول تعالى: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} (الإنسان:2).

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو: هل فى غض البصر عن المحرمات أثر على صحة الإنسان؟

يقول الدكتور محمد السقا عيد - أخصائى جراحة العيون - ثبت علميا بالأبحاث والدراسات الطبية أن تكرار النظر بشهوة إلى الجنس الآخر، وما يصاحبه من تولد رغبات جامحة لإشباع الغرائز المكبوتة، كل ذلك يفضى بالشخص إلى مشاكل عديدة قد تصل إلى إصابة جهازه التناسلى بأمراض وخيمة مثل: احتقان البروستاتا، أو الضعف الجنسى، وأحيانا العقم الكلى.

كما أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية فى المجتمعات الغربية أن عدم غض البصر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية، وأن التفسخ الأخلاقى والتحلل الجنسى فى تلك المجتمعات إنما هو بعض من نتائج عدم وجود دستور دينى أو قيود أدبية أخلاقية، ينظم عمل هذه الحاسة النبيلة، ويرشد استخدامها فى الحياة بما يتوافق مع صحة الإنسان البدنية والنفسية.

فحاسة النظر أقوى الحواس على الإطلاق من ناحية الاستجابة للإثارة الجنسية، ومعنى أن يستخدمها الإنسان بلا وعى ولا نظام فى النظر إلى كل مثير للشهوة، فإن هذا يعنى ببساطة أن صاحبها يبددها دون أن يدرى، ويتبعها فى هذا تبديد توازنه النفسى وبلا طائل يجنيه سوى توهم المتعة بما يرى.

ثمرات غض البصر عن المحرمات

ولغض البصر ثمرات كثيرة منها:

-       أنه امتثال لأمر الله وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم).

-       أنه يورث القلب أنسا بالله.

-       أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم إلى القلب.

-       أنه يقوى القلب ويفرحه.

-       أنه يكسب القلب نورا.

-       أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة.

-       أنه يورث القلب فراسة صادقة.

-       أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب.

-       أنه يفرغ القلب للفكر فى مصالحه والاشتغال بها.

-       أنه يقوى العقل وينميه.

-       أنه يخلص القلب من آلام الحسرة.

-       أنه يرضى الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).

-       أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة.

-       أنه يسد على العبد بابا من أبواب جهنم.

-       أنه يفتح للعبد طريق العلم.

-       أنه يورث محبة الله.

-       أنه يورث الحكمة.

الغضب

يتعرض الإنسان فى حياته لعديد من المشكلات والصعوبات، فليست أمور الحياة كلها سهلة، فالإنسان فى معاناة فى حياته الدنيا يقول الله (عز وجل): {لقد خلقنا الإنسان فى كبد}، أى شدة ومعاناة وشقاء، كل هذه الصعوبات غالبا ما تجعل الإنسان فى انفعال دائم وتوتر وغضب، وقد يؤدى هذا كله إلى اضطراب فى صحة الإنسان النفسية والبدنية، ويذكر الدكتور أحمد شوقى إبراهيم من هذه الاضطرابات:

-       زيادة فى إفراز هرمونات التحفز من الغدة الكظرية (فوق الكلية).

-       ارتفاع ضغط الدم أثناء فترات التوتر النفسى والانفعال النفسى.

-       اصفرار بالوجه، وعسر بالهضم بسبب قلة توارد الدم إلى الجلد والأمعاء.

-       هبوط إفراز الأنسولين، وزيادة إفراز الجلوكاجون الذى يدفع السكر بالدم، وبتكرار الانفعال قد يحدث مرض السكر فى نهاية الأمر.

-       حدوث اضطرابات فى الغدة النخامية، وفى منطقة تحت المهاد البصرى؛ الأمر الذى يؤثر على الغدد الصماء الأخرى بالجسم تأثيرا سلبيا.

كل هذه الاضطرابات بالجسم، تسبب غالبا ما يسمى بالأمراض النفسية العضوية، والتى منها مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، النوبات القلبية، قرحة الاثنى عشر، القولون العصبى.

ولم تكن الأثار النفسية والبدنية السيئة للغضب والانفعال معروفة للعلماء من قبل، ولكن العلم كشف لنا فى العصر الحالى بعضها، ومن هنا يبدو المغزى العلمى والحكم البالغة فى حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) حينما أتاه رجل يقول له: يا رسول الله أوصني ؟ فقال له: لا تغضب، كلمة واحدة علمه إياها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعيش بها، تعتبر منهجا صحيا لو عاش به لتجنب الكثير من المتاعب الصحية - بدنية ونفسية - التى قد تحدث له فى حياته اليومية.

ونهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الغضب ليس نهيا قطعيا، ولكنه نهى عن التمادى والإمعان فيه.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة