- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:الإعلام
هي نوع قديم من الطفيليات، لديها القدرة على تجديد نفسها. لم تكن هذه الطفيليات غريبة على الإعلام، فقد كمنت في دواخل بعض دهاليزه فترات طويلة، تتنقل هنا وهناك، كلما توافرت لها البيئة الحاضنة المناسبة. هذه البيئة قد لا تكون بيئتها الأصلية، فهي لا تحتاج إلى إذن للسماح لها بزرع أشواكها.
هي تحتاج إلى شيء من العجز والتراخي، متسلحة بالطموحات الشخصية المريضة لتستقر وتتوالد. قيل عنها إنها "مدجنة"، وقيل بل هي "مهجنة"، إذ اختلفوا حولها لأسباب، منها قدرتها الفريدة على التحول والتطور وتغيير الوجه واللون، ومن شبه المتفق عليه أن للهندسة الوراثية السياسية دورا كبيرا في إطلاقها للفضاء الإعلامي.
تقتات هذه الطفيليات على الجراح المفتوحة، فما أن ينفتح جرح عربي حتى تصاب بالسعار، ولا يخجل بعضها وهو يلغ في دماء الجرح من الصياح والصراخ، في مشهد من النفاق الفضائي. وإذا لم تكن هناك جراح مفتوحة فهو يلجأ إلى جراح قديمة، فيجتهد لإعادة فتحها. المهم هو إضعاف الجسد، وتقطيع أوصاله، والضغط المستمر على جراحه، وتقديمه قربانا للكفلاء.
ينشط هذا الطفيلي مع نزف الدماء، تسيل من بين شدقيه، ويستخدمها لفتح جروح جديدة، ولا يستحي من الظهور، معلنا جهوده الحثيثة للبحث عن علاج.
توقع بعضهم أن العلاج الأكيد لهذا الطفيلي هو الإهمال، لكنه سرعان ما يذكرهم بنفسه في كل سانحة، بل عند كل جرح، فيعلن بانتهازية طفيلية فضائية أنه موجود. يتشعلق على ظهورهم، مستخدما أشواكه وخزا وغمزا ولمزا، وهو يعلم العلم الأكيد أنه لا يمكنه العيش إلا بالتسلق، وعلى هذه الأجساد تحديدا، وعلى رغم هذا تجدر الإشارة والتنويه بقدراته الفريدة على الاستمرار في الظهور. فمهما طال غيابه، يأتي في لحظة فيضان الدماء ليكشف عن وجهه، قائلا إن لديه العلاج. يقول هذا وهو ينفث السم صباح مساء. لكنها قدرات التشكل وجهل البيئة التي يتوالد فيها، وهو جهل جعله يتمكن من إقناع بعضهم بأنه يقدم العلاج، وترسانته مترعة بالفيروسات المتطايرة.
الطفيلي الفضائي لا يوجد في قناة فضائية واحدة. لقد استطاع أن يؤسس شبكة من الطفيليات المتنوعة هنا وهناك، تقضم مرة هنا، وتلدغ مرات هناك. ومن مميزاتها الفريدة أن المصاب لا يستطيع بسهولة التعرف على علاقة القرابة بين هذه الطفيليات. استطاعت أن تزرع في ذهنية كثير من المصابين أنها طفيليات تتصارع في ما بينها على الجسد المنهك، والحقيقة أنها ليست سوى طفيلي واحد متوالد وله هدف واحد، وإن اختلفت الأسماء وتعددت الألوان.
ـــــــــــــــــــــــ
الحياة: 16074