دراسة : الفضائيات العربية ابتلعت ستة مليارات دولار

0 471


طالبت دراسة اعلامية متخصصة بضرورة الاسراع باقامة ‏ ‏قناة فضائية عربية موحدة تابعة لجامعة الدول العربية تنفيذا لتوصية اللجنة ‏ ‏الدائمة للاعلام العربي التابعة لمجلس وزراء الاعلام العرب وذلك لمواجهة الاعلام ‏ الصهيوني بعد أن اطلقت اسرائيل قناة فضائية باللغة العربية.‏

كما طالبت الدراسة التي اعدها الباحث احمد عبدالكريم جميع الفضائيات العربية بضرورة الالتزام بما اوصت به ‏ ‏اللجنة الدائمة للاعلام العربي فيما يخص احترام ميثاق الشرف الاعلامي وعدم ‏ ‏استخدامها في اذكاء الخلافات العربية - العربية وتدعيم الهوية العربية لمدينة ‏ ‏القدس بانتاج اعمال تليفزيونية عن المدينة المقدسة.‏

واوضحت ان هناك اسبابا كثيرة تدعو لاقامة القناة الفضائية العربية الموحدة من ‏ ‏اهمها التنافس الاعلامي الكبير على عمل ووجدان المشاهد العربي واهمية تقديم صورة ‏ ‏العرب الحقيقية للعالم خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وقيام اللوبي الصهيوني بتشويه ‏ ‏صورة العرب والمسلمين لدى الرأي العام العالمي.‏

وذكرت الدراسة ان اهم المعوقات التي تقف في طريق اقامة هذه القناة هي الموارد ‏ ‏المالية حيث لا تلتزم العديد من الاقطار العربية بسداد التزاماتها المالية للجامعة ‏ ‏اضافة الى الاختلافات السياسية حول توجهات الحكومات العربية وبعض المعوقات الاخرى ‏ ‏البسيطة التي يمكن التغلب عليها.‏

وبينت ان الفضائيات العربية الموجودة حاليا ساهم بعضها في زيادة عوامل الفرقة ‏ ‏بين العرب لان الحكومات العربية تستخدم القنوات الرسمية والخاصة كشكل من اشكال ‏ ‏مواجهة الحكومات الاخرى التي هي على خلاف معها مما يؤدي الى ترسيخ الصراع ‏ العربي- العربي في اذهان المشاهدين.

وقالت الدراسة ان عمر الفضائيات العربية سواء الرسمية او الخاصة لا ‏ ‏يتجاوز 12 عاما وانها فترة ليست بالقصيرة وان إجمالي ما تم انفاقه عليها يقارب ستة ‏ ‏مليارات دولار موضحة انه رقم كبير بالنسبة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر ‏ ‏بها العديد من الاقطار العربية حتى النفطية منها.‏

وذكرت ان نسب المشاهدة او الجماهيرية بالنسبة للفضائيات تختلف باختلاف كونها ‏ ‏قنوات مفتوحة او مشفرة حيث ان المفتوحة هي الاكثر اقبالا ومشاهدة من قبل المشاهد ‏ العربي وان 78 بالمائة من البرامج التي بثت على الشاشات الفضائية العربية الرسمية ‏ ‏والخاصة تدخل في اطار الترفيه او المنوعات او التسلية.‏

واضافت الدراسة ان 9.2 بالمائة من البرامج التي تبثها الفضائيات العربية برامج ‏ ‏سياسية واخبارية وان 70 بالمائة من هذه البرامج تحمل طابع الدعاية السياسية ‏ ‏للحكومات ولا تلتزم بالموضوعية الاخبارية وهو ما يؤكد ان الحكومات تستخدم هذه ‏ ‏القنوات استخداما لا يخدم القضايا العربية الرئيسية التي يجب ان يجتمع حولها كل ‏ ‏العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.‏

ورأت الدراسة ان قناة الجزيرة كانت اكثر القنوات العربية التي تثير اراء ‏ ‏متعارضة على ما يقدم على شاشاتها حيث يرى كثير من المشاهدين انها تعمل على اثارة ‏ ‏الخلافات العربية - العربية وهو ما يمهد للتغلغل الاسرائيلي في المجتمعات العربية ‏ ‏فيما رأى آخرون انها قناة اخبارية عربية معاصرة استطاعت تغيير خريطة الاعلام العربي.‏

وقالت الدراسة ان كثيرا من المشاهدين العرب لا يصدقون ما يقدم على الشاشات ‏ ‏العربية من اخبار ومواد سياسية ويعتمدون على المصادر الاجنبية في استقاء ‏ ‏المعلومات مثل "سي ان ان" و"بي بي سي" وغيرها لانها تمثل من وجهة نظرهم ‏ ‏نموذجا للمصداقية الاعلامية.‏

وذكرت ان دور الفضائيات العربية لم يقتصر على اذكاء الخلافات في المجال ‏ السياسي فحسب بل تعداه الى المجالات الاخرى كالرياضة والفن وهو ما انعكس على اعمال ‏ ‏الشغب التي نشاهدها دائما في المباريات الرياضية بين الفرق العربية في البطولات ‏ ‏العربية والعالمية .
( ميدل إيست أونلاين ، عن : كونا )

مواد ذات صلة

المكتبة